قد يندهش كثيرون عند معرفة أن هناك بعض أنواع الحيوانات تحزن وتبكي على موتاها، وهو الأمر الذي لم نكن نتصور أنه موجود في عالم الحيوان، خاصة وأننا لا نراه أو نستشعره، لكن العلماء أثبتوا أن هذا السلوك موجود بالفعل لدى بعض الحيوانات.
كيف تحزن الحيوانات؟
الإجابة عن هذا السؤال تعتمد على نوع الحيوان، لكن باربرا كينج، عالمة الأنثروبولوجيا والكاتبة المتخصصة في مجال العلوم، أوضحت أن الحزن في عالم الحيوان يتم تعريفه من خلال بعض الاستجابات المرئية تجاه فاجعة الموت والتي تتجاوز الفضول أو الاستكشاف لتشمل تغير الروتين اليومي بالإضافة لعلامات الاضطراب العاطفي.
وكان يظن العلماء لفترة طويلة أن مشاعر الحزن والحداد تقتصر على البشر، لكن بحثًا جديدًا عن سلوك الحيوانات أظهر بالفعل أن مظاهر الحزن تنتشر أيضًا في المملكة الحيوانية، لاسيما في الـ 3 حيوانات التالية:
الأفيال:
يعرف العلماء منذ فترة طويلة عن استجابة الفيلة تجاه الموت، فحين يقترب فيل من آخر نافق، فإنه عادة ما يبقى صامتًا وغالبًا ما يقضي عدة دقائق في التحقق من جسد الفيل النافق بأنفه وقدميه. وفي كتاب لها عام 2013 عن "حداد الحيوانات"، وصفت الباحثة كينج الطريقة التي تفاعلت بها الفيلة مع نفوق أنثى أحد الأفيال تدعى اليانور (وكانت قائدة قطيع يعيش في محمية سامبورو الوطنية في كينيا)، ففور سقوطها، اقتربت منها أنثى أخرى تدعى جريس (من قطيع آخر) واستخدمت أنفها في محاولة لإرجاع اليانور لتقف على قدميها، لكن اليانور كانت تحتضر وانهارت مرة أخرى.
وأشارت كينج في سردها إلى أن جريس أصيبت بشكل واضح بحالة من الحزن جراء مشاهدتها اليانور وهي تحتضر، وظلت إلى جوارها تتلفظ وتدفع جسدها، وفور نفوق اليانور، قامت فيلة من 5 قطعان مختلفة بزيارة جثتها، وحامت فوقها وظلت تهزها جيئةً وذهابًا وحاولت سحبها بأنوفها، كما أظهرت إحدى الصور بكاء فيل أم على ابنها بعد وفاته.
الغوريلا:
تشير البحوث والدراسات العلمية إلى عديد الروايات التي تتحدث عن دخول رئيسيات أخرى غير بشرية في حالة حداد وحزن على موتاها، وتحدث مؤخرًا باحثون من رواندا وجمهورية الكونغو عن 3 حالات قامت فيها الغوريلا بالحداد على موتاها، وهي الحالات التي تم توثيقها بعد مراقبتها من قبل فرق بحثية، لاحظت قيام الغوريلا بالاقتراب من نظيرتها النافقة ثم النظر إليها مع شم جثمانها ودفعه.
الطيور المغردة:
أظهرت دراسات حديثة أن تلك الطيور تستغل الموت كفرصة للتقارب، وتبين لباحثين من جامعة أكسفورد زيادة عدد وكثافة العلاقات الاجتماعية بين الطيور الباقية على قيد الحياة بعد أن أزالوا بشكل مؤقت بعضًا منها لمراقبة ما تبقى منها ومحاولة معرفة الطريقة التي تتصرف من خلالها بعد أخذ البعض منها، وقال الباحثون إنهم لاحظوا زيادة تقارب الطيور المتبقية مع بعضها البعض وكذلك تحسن مستوى الترابط الشامل داخل الشبكة الاجتماعية لهذا السرب من الطيور.