تلعب حاسة الشّمّ عند الطفل دورًا مهمًا، تجعله يفضّل طبق طعام ويقرّر عندئذٍ أكله، لمجرّد أنّ رائحته راقت له، أو العكس ينفر منه ويرفض تناوله.
ومن المعروف علميًا، أنَّ حاسة الشّمّ عند الطفل حديث الولادة لا تكون بقوّتها المثاليّة أو بشكلها الطبيعيّ كما لو كان في السّنة الأولى، حيث تتميّز حاسّة الشّمّ عنده بقوّة لا تختلف عنها عند البالغين، فتظهر عليه علامات سروره أو اشمئزازه من أيّ رائحة يشمّها، كما تقول اختصاصية التغذية ناديا أبو زيدية.
أما بين العامين الثاني والثالث فتبدأ تتبلور لديه هذه الحاسّة أكثر، بحيث يستطيع أنْ يميّز وبوضوح بين الرّائحة الشّهيّة والرّائحة غير المرغوبة. لذا، على الأمّ التنبّه إلى رائحة الأطعمة التي أغوتْ طفلها، ودفعته لتناول طعامه بشغف، وتسجيلها بذاكرتها، بحيث تعرف الأطعمة التي راقت له.
وغالبًا ما يفضّل الأطفال تناول البيتزا والمعجنات لاحتوائها على رائحة الصلصة المميّزة، وتناول المعكرونات كثيرًا لوجود البهارات المشكّلة فيها.
وهذا ما يتطلّب منها مع الوقت إيجاد الطّرق المثالية لإقناعه بالأطعمة التي يستهويه مذاقها ورائحتها من خلال إضافة النكهات التي من شأنها إضفاء رائحة تجذبه لتناولها، خصوصًا أنَّ بعض الأطعمة المطبوخة لا رائحة لها مثل: البازيلاء والجزر والكوسا.
تحضيرات خفيفة تساعده على تناول طعامه
من هذه التحضيرات بحسب أبو زيدية، إعداد صلصة مكوّنة من اليقطين والجزر والبروكلي والفلفل الملون والقرفة والبابريكا والكاري، تتميّز برائحتها الزكيّة إذا أضيفت إلى السّمك الأبيض.
ومن الخيارات الأخرى الممكنة، طبخ كرات اللحم الصّغيرة مع صلصة الطماطم، أو مثلاً الكبة المشوية مع إضافات الصنوبر، أو لفائف تورتيلا السّبانخ بالحشوات المختلفة، وأيضًا إضافة نكهة البابريكا إلى سمك السالمون.
فيما تُعدّ البطاطس من أكبر وأهمّ الإضافات على الكثير من الأطعمة، وذلك بتحضيرها في الفرن مع إضافة القليل من الزيت، ثمّ هرسها لإضافة رائحة مميّزة لأطباق السّمك واللحوم.