طبيعيٌ جدًا أن تكون العلاقة بين الزوجين مبنيةً على الاحترام والتفاهم سواءً أثناء نقاشهما الهادئ أو الحاد، ولكن أحيانًا تصدر من الزوج بعض التصرفات غير اللائقة بل والمحرجة لزوجته أثناء تواجدهما بين الأقارب أو الأصدقاء، كأن يعنفها لفظيًا أو يستخفّ بفعل قامت به أو يقارنها بأحد الموجودين، من باب إضفاء أجواء من الفكاهة والتنويع في الأحاديث المتبادلة بين الأطراف.
وهو ما يُمكن أن يتسبّب بصراع أو ربما يؤدي هذا الإحراج إلى تحول غير مرغوب فيه من الزوجة، خاصةً وأن هذا الموقف بدَر من أقرب الناس إليها.
تداركُ الموقف أم التوقّف عنده؟
المُتخصّص في الدراسات الاجتماعية الدكتور فارس العمارات يُطالب تلك الزوجة وأي زوجة تتعرّض لمثل هذا الموقف، أن تتداركه ولا تخجل من ضحك الآخرين عليها، ليس ضعفًا منها إنما لتفادي الوقوع في نقاش ربما يؤدي إلى نشوب نزاع يضعها في موقف آخر محرج أمام الآخرين.
ونصحها باتباع أفضل الطرق للتعامل بذكاء مع زوجها، أولها إخفاء غضبها وعلامات إحراجها أمام الحضور، والتعامل بشكل طبيعي، كأنّ شيئًا لم يحدث.
والابتعاد عن فكرة الردّ عليه بأسلوب غير لائق، فيُجبَر على ردّ اعتباره بصورة محرجة أكثر وغير متوقعة منه، إن فعلتْ ذلك، وقد تنقلب الأمور ضدها، وبالتالي تصبح هي الضحية لموقف قد لا يكون مهمًا أو ذا قيمة يستوجب نشوب هذا الخلاف .
والأهم من ذلك، وفق العمارات، أن سكوتها عن الرد السلبي، والانسجام مع الموقف والانتقاد الموجّه من زوجها سيكون أجدى وأنفع، ليس من أجل الحضور ولا من أجل أحد بل حفاظًا على مكانة العلاقة التي تجمعهما، مؤكدًا أن تحمُّل الموقف واعتباره موقفًا فكاهيًا ربما ينقذ الموقف بدلاً من احتدامه، ثم حدوث ما لا يُحمد عقباه.
أما إذا استمر في إحراجها أكثر، لا حل لديها إلا الانسحاب من المكان بهدوء، في حركة منها لتبيان عدم رضاها عمّا بدَر منه.
خشية الطلاق
العمارات يرى ضرورة تأجيل العتاب والنقاش إلى ما بعد انتهاء الجلسة أو المناسبة والعودة إلى المنزل، مع تحذيرها من رفع مستوى النقاش، والاحتداد في العتاب.
وما إذا كانت هذه الإحراجات قد تُفضي إلى طلاق، فباعتقاد العمارات أنها قد تؤدي إلى ذلك فعلاً، خصوصًا إذا كانت ردة فعل الزوجة غير متوقعة، بعد التأكد من تعمُّد زوجها التجريح والإساءة، فتخرج عن سكة الصبر والحلم، وتبادر بطلب الطلاق كردة فعل وردّ اعتبار على ما اقترفه الزوج.