ربما إن بحثتِ سيدتي على الإنترنت عن كلمة "إدمان السكر"، فستجدين كثيرًا من العناوين التي تثيرُ بداخلك الإحساس بالذعر والخوف، وقد تدفعك للتوقف عن تناول أي حلوى أو أطعمةٍ يدخل السكر في تركيبها، لا سيّما وأنَّ كل "الأطعمة الجيدة" تكون خاليةً من الدهون ومليئة بالسكريات، كما البسكويت على سبيل المثال.
لكن الجزئية الغائبة عن كثيرين هي أنَّ ذلك البسكويت يزودُ بسكرٍ مضاف، ولمن لا يعلم فإنَّ هذا السكر المضاف، أو أي نوعٍ من المحليات، التي تضاف لأيٍ من الأطعمة أثناء عملية التصنيع أو التغليف والتعبئة يطلق عليها "محليات أو إضافات سامة" من قبل بعض الخبراء ووسائل الإعلام.
ولعلَّ من أبرز الرافضين للسكر المضاف لكونه يراه "مادةً سامة" هو طبيب الغدد الصماء عند الأطفال، روبرت لوستيغ؛ إذ سبق له أن وصف مادتي السكروز والفركتوز بأنّهما مواد سامة في واحدة من أشهر محاضراته التي ألقاها بالتعاون مع أحد المراكز بجامعة سان فرانسيسكو.
وهي المحاضرة نفسها التي نوّه فيها أيضًا إلى أنَّ الإفراط في تناول السكر قد يبعث على الإدمان، مشيرًا لتأثير السكر على مستويات الدوبامين لدينا وعلى طريقة عمل النواقل العصبية التي تنشط مع شعور الدماغ بالمكافأة عند تناول السكر في هذه الحالة.
وثبت كذلك أنّه حتى عند تحلية مزيج توابل السلطة التي تُحَضَّر في المنزل بمقدار من السكر أو بقدر قليل من العسل ومن ثم سكبه في وعاء كبير من الخضراوات أمر من الممكن أن يضر بقواعد بعض الحميات الغذائية التي يتم اتّباعها.
ونوه خبراء كذلك إلى أنه مع كثرة الأطعمة المصنعة والمشروبات المزودة بسكر مضاف في بيئة الطعام الخاص بنا، فقد ثبت أن الإفراط في تناول هذه الأشياء يضر بصحتنا، لاسيما وأن الدراسات أثبتت بالفعل أن هناك علاقة بين الإفراط في استهلاك السكر المضاف مع مرور الوقت وبين تزايد خطر الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، السمنة، السكري من النوع الثاني وأمراض أخرى.
ومع هذا، فقد نوّه الخبراء إلى أن هناك حلاً سهلاً يمكن من خلاله الجمع بين تناول السكر المضاف والحفاظ على الصحة، ألا وهو التوازن واتّباع النظام المغذي الصحي.
وقال الباحثون إنكِ إذا اكتشفتِ أنك من بين الذين يعانون مما يسمى "رهاب السكر"، فالسبب على الأرجح هو أنكِ سمعت من قبل عن أن السكر "سام" و"مثيرٌ للإدمان"، فغالبًا ما يؤدي استخدام مصطلحات كهذه لإثارة مشاعر الذعر والخوف لدى الأشخاص، حتى وإن لم تكن هناك معلومات تُبَيِّن سبب ابتعادنا عن السكر، خاصةً وأنَّ أغلب الباحثين يتعاملون بريبة مع أي نظريات أو مزاعم تخرج وتتحدث عن سمية أحد أنواع الطعام أو عن ضرورة الابتعاد عنه للحفاظ على الصحة.
وان كنتِ سيدتي من هؤلاء الذين يتناولون في الغالب نوعية الأطعمة غير المصنعة أو المصنعة بحد أدنى، فلا داعي لأن تقلقي عند تناولك الأطعمة المزودة بسكر مضاف، ويتعين عليكِ أن تتذكري أن السعادة لا تتولد من الخوف مما تتناولينه، وإنما من التفكير في اتّباع تغييرات معقولة لا تزال تسمح لكِ بتجربة المتعة والحلوى.