تصلُ الأمور عند بعض الأطفال لإدمان المشروبات الغازية واعتبار وجودها ضمن وجباتهم أمرًا ضروريًا ما يضطر الأمّ لإطاعة رغبة طفلها مقابل تناول طعامه بصورة مكتملة وإن كانت تدرك مضار تلك المشروبات عليه.
اختصاصية التغذية ناديا أبو زيدية تُشير إلى أن نتائج المشروبات الغازية على الطفل تتضمّن فقدان الشهية واستنزاف الكالسيوم في العظام لوجود مادة الفوسفور في الصودا، لذلك يكون الأطفال المستهلكون للصودا أكثر عرضةً لتكسُّر عظامهم أو هشاشتها أحيانًا.
كما يؤثر الكافيين الموجود في المشروبات الغازية على التوازن الطبيعي للكيمياء في دماغ الأطفال، وهذا ما يجعلهم أكثر عدائية وعصبية في كثير من الأحيان، لما تحتويه العلبة الواحدة من أي مشروب غازي على 35 إلى 38 ميلليجرام من الكافيين.
عدا عن ذلك، هناك علاقة وثيقة بين سمنة الأطفال واستهلاك المشروبات الغازية، إذ يمكن أن يزيد وزن الطفل بسبب الإكثار من شربها، خاصةً إن كان يتناولها مع الأطعمة.
كما أن شرب تلك السوائل بشكل يومي يؤدي إلى اضطراب نسبة السكر في الدم، وهذا من شأنه زيادة نشاط الأطفال، وبالتالي إصابتهم بداء السكري مع تقدمهم في العمر.
حلول لإبعاد الطفل عنها
كلُّ ما يهمّ الطفل تقبُّل الطعام ومذاقه خصوصًا برفقة المشروبات الغازية، لذا، على الأم اقتراح خيارات صحية بديلة عن المشروبات الغازية يكون مذاقها محببًا وأكثر فائدةً، وفق أبو زيدية.
ويجب استبدال تلك المشروبات بالمياه الفوّارة مع الحرص على اختيار النوعية المحتوية على نسبة سكر قليلة، ومن ثم وضع شريحتين من الليمون أو النعناع أو البرتقال لإضافة النكهة المفضلة لديه.
وفي حال كان الطفل يتناول كوبًا من المشروبات الغازية يوميًا، يُفضّل منعه عنها تدريجيًا وليس فجأةً لأنه وبغير ذلك لن يتخلّص من إدمانها، وسرعان ما سيعود لتناولها مرة أخرى، لذلك يكون التخفيف من عدد مرات تقديمها له إلى أن يفقد الرغبة في تناولها مع الوقت.