ليست رفاهيةً أن يتساءل ويختلف أصحاب الاختصاص فيما إذا كان الحساء يُصنّف مع المشروبات الساخنة أو مع الطعام.
هذا الموضوع تناولتهُ بعض الأبحاث بالدراسة والعودة للأصول التاريخية، وبدأت بالإشارة إلى معنى كلمة حساء وتعريفه بأنّه "طعامٌ سائل"، وقالت إنَّ الكلمة أصلها جرماني وتعني قطعة الخبز المستخدمة لامتصاص مرق العظام، وهي موجودة في جميع اللغات والثقافات بشكلٍ أساسي.
وأظهرت دراسةٌ أخيرة أُجريت على حفريات أسنان الإنسان القديم قبل 46 ألف سنة أنَّ الرجال كانوا وقتها يطهون الأطعمة النباتية لتصبح سهلة الهضم بطريقةٍ تشبهُ الحساء على الأرجح.
وفي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي أطلقت شركة كامبل للأغذية حملة ترويجٍ لمنتجها "حساء كامبل" تحت شعارٍ لا يُنسى وهو "الحساء غذاءٌ جيد" وكانت حملةً ناجحة.
وقبل فترةٍ قصيرة جرى توجيه سؤال للجمهور على الإنترنت عما إذا كان الحساء شرابًا أو غذاءً، لتأتي الإجابات إلى حدٍ كبير بأنَّ "الحساء هو الغذاء" إضافةً إلى القناعة بأنَّ "معظم المشروبات هي أيضًا غذاء"، ولذلك استقرت نتائج البحث على أنَّ " المشروب الوحيد الذي لا يُعد غذاءً هو الماء".
ماذا يفعل الجسم بالشوربة؟
يبقى لمن لا يزال غير مقتنع، أن يطلع على الأمر من الناحية الفسيولوجية وهي كيف يتصرف الجسم بمجرد دخول الحساء إليه، وهل هناك أي دليلٍ على تصنيف الحساء بأحد الأمرين؟
دراسة أخيرة نشرت في مجلة التغذية وأحد مؤلفيها "روبن سبيلر، مدير معهد الأبحاث الطبية الحيوية في مركز نوتنغهام للأمراض الهضمية، أشارت إلى أنَّ مزج الأطعمة السائلة والصلبة معًا يجعلك تشعرين بالشبع لفترةٍ أطول من تناولها منفصلة.
بعد هذا العرض يظل الأمر مرهونًا بمزاج المرأة، إن أرادت أن تتناول الشوربة من القدح مباشرة من دون ملعقة أو تناوله في صحنٍ مع ملعقة.