رغم أن فترة الحمل تُعد بمثابة رحلة فريدة ومميزة إلا أنها عادةً ما يصاحبها العديد من الأعراض المؤرقة، ليس ذلك فحسب إذ كشف الخبراء أن أحد أكثر الأعراض شيوعًا خلال الحمل له تأثير خطير على الطفل.
فحسب ما كشفته دراسة حديثة لمؤسسة "كايزر برماننت" الطبية الأمريكية، فقد يؤدي "القيء الحملي الحاد" (HG) والمعروف أيضًا بـ"الغثيان الصباحي الحاد" أثناء الحمل، إلى إصابة الأطفال بالتوحد قبل بلوغهم سن الـ17 بنسبة تزيد على 53%.
وفي الدراسة التي شملت ما يقرب من 50 ألف سيدة، راقب الباحثون المشاركات وأطفالهن بين 1991 و2014، وقارنوا بين اللواتي عانين من القيء الحاد وبين اللواتي لم يختبرن تلك الحالة، وكان حملهن مريحًا أكثر.
وكشفت النتائج أن السيدات اللواتي عانين من القيء الحاد خلال الثلث الأول أو الثاني من الحمل، كنّ أكثر عرضة لإنجاب أطفال مصابين بمرض طيف التوحد، كما لاحظوا أنه خاصةً خلال الثلث الأول، زادت حالة القيء الشديد من خطر إصابة الأطفال بالمرض بنسبة 58% بينما بلغت النسبة 36% في الثلث الثاني.
ويساهم القيء الشديد والمستمر خلال الحمل، في عدم احتفاظ الأم بما تستهلكه من طعام وسوائل، مما يعرضهن لنقص تغذية، الأمر الذي ينعكس على الجنين ويؤثر على نمو دماغه.
وبالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن خطر الإصابة بمرض طيف التوحد، كان أعلى بين المواليد من الفتيات، كما كانت الحوامل ذوات البشرة البيضاء أو من أصول إسبانية واختبرن القيء الحاد، أكثر عرضةً لإنجاب أطفال مصابين بالمرض.
وأوضح رئيس الدراسة الدكتور "داريوس جيتاهون، أن ذلك النقص في التغذية قد يؤثر سلبًا على النمو العصبي للطفل، كما قال: "هذه الدراسة مهمة للغاية، فالنتائج تساعد على رصد احتمالية إنجاب الأم لطفل مصاب بطيف التوحد، فضلًا عن تشخيص الحالة مبكرًا وتوفير إمكانية حماية الطفل من المرض"، وقال أيضًا إن حالة الـHG، قد تسبب نقص الأكسجين والبروتين في المشيمة وتؤثر على وظيفتها.
يجدر بالذكر أن "كيت ميدلتون" عانت من حالة القيء الحاد خلال فترات حملها بأطفالها الـ3، هذا واضطرها الأمر إلى البقاء في المستشفى لمدة 3 أيام، أثناء فترة حملها بالأمير جورج، كما عانت الممثلة "إيمي شومر" من نفس الحالة خلال الثلث الثاني من الحمل، مما استدعى نقلها إلى المستشفى أيضًا.