يحتاجُ الجنين إلى العناصر الغذائية المفيدة التي يستمدُّها من جسم الأم بطبيعة الحال، ويُعد الحليب من المغذيات الضرورية لصحة الأم وطفلها على حدّ سواء فهو غني بالبروتين والكالسيوم ويحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية.
لكن لا بد لك من معرفة ما إذا كان الحليب أثناء الحمل آمن على صحتك وهل النوع المناسب الخام أم المبستر وما هي الكمية المسموح بها للحامل في اليوم؟.
هل الحليب آمن أثناء الحمل؟
نعم بالتأكيد، فهو يمدُّ الجسم بالعناصر الغذائية الهامة لصحتك وصحة جنينك؛ لأنه يحتوي على كمية كبيرة من البروتين والكالسيوم فضلًا عن فيتامين "د" اللازم لنمو الطفل.
ما هي كمية الحليب المسموح بها في اليوم؟
يُمكنك شرب 3 أكواب من الحليب يوميًا، ويفضل أن يكون خالي الدسم أو نصف دسم.
ما هي فوائد شرب الحليب أثناء الحمل؟
فوائد الحليب أثناء الحمل لا تُعد ولا تُحصى، منها مدُّ جسم الحامل بالبروتين اللازم لتقوية الرحم وتحسين الدورة الدموية، كما يُعزّز أنسجة الثدي، واعلمي أن التقليل في نسبة البروتين أثناء الحمل، يؤثر على وزن الطفل فيصبح أقل من الطبيعي عند الولادة.
كما أن الحليب غني بالكالسيوم الضروري لصحة العظام، وفيتامين "د" الذي يمنع إصابة الطفل بالكساح والتشوهات الخلقية، كما أنه غني بمضادات الحموضة ما يقلل من أعراض الحموضة وحرقة المعدة أثناء الحمل، وهي من الأمراض الشائعة والتي تعاني منها الحامل باستمرار.
وهناك أيضًا فائدة مهمة جدًا لحليب البقر، ألا وهي ترطيب الجسم، وتعويض الجسم عن السوائل التي يفقدها، والنتيجة التخلص من جفاف البشرة والإجهاد، ويحتوي حليب البقر على فيتامين "ه" وهو أحد مضادات الأكسدة، وفيتامين "أ" المهم للأنسجة والرؤية وتعزيز جهاز المناعة.
أمّا حليب الماعز فيحتوي على نسبة أعلى من السعرات الحرارية والدهون مقارنة بالعادي، ونسبة كبيرة من فيتامين B2، ويحتوي كذلك على الدهون الثلاثية، التي تعمل على تخفيض نسبة الكولسترول وتسريع عملية الأيض.
يحمي كوب من الحليب خالي الدسم طفلك من أعراض نقص الكالسيوم، التي تؤثر بالتبعية على صحته وتُسبّب له العديد من المشاكل الصحية، ولا ينصح بالحليب خالي الدسم فقط، فالحليب كامل الدسم أيضًا له فوائد جمة، إذ يحتوي كوب منه على 150 سعرة حرارية، ويحتوي على الدهون المفيدة والمكونات المغذية المهمة، في حال لم تُعانِ الأم من زيادة الوزن.
يُنصح بالحليب المبستر الخالي من البكتيريا، لأن الحليب الطبيعي يحتوي على كميات كبيرة من البكتيريا، وهي خطيرة على الأم وطفلها، وإذا كنت ممن يفضلنَ النوع الأخير احرصي على غليه جيدًا، للتخلص من هذه البكتيريا.
أنواع أخرى من الحليب
لا يأتي الحليب من البقر والماعز فقط، بل هناك مصادر نباتية كحليب الأرز وحليب اللوز وغيرهما من الأنواع الأخرى، ولكل نوع ما يميزه من حيث النكهة والقيمة الغذائية، وفيما يلي شرح مفصل لكل نوع؛ لتختاري منها الأفضل بالنسبة لك.
حليب الصويا
بعد نقع فول الصويا المطحون يُعصر الماء منه، وهو ما يسمى بحليب الصويا، ومتوفر بأصناف متعددة خالية من الدهون، وذات نكهة مميزة ومزود بالألياف والكالسيوم، بالإضافة إلى خلوه من الكوليسترول كما يحتوي على كميات كبيرة من الكالسيوم والبروتين الموجود في الحليب الطبيعي، فضلًا عن احتوائه على الدهون الأحادية غير المشبعة، والتي بدورها تَحد من أمراض القلب والأوعية الدموية، وأخيرًا يحتوي على مضادات الأكسدة المهمة لمكافحة السرطان.
حليب الأرز
يحضر عن طريق مزج الأرز بالماء، ويحتوي على الكالسيوم والبروتين، ويتوفر به الكربوهيدرات بنسبة 4 أضعاف أكثر من الحليب الطبيعي، لذا لا ينصح به للحوامل اللواتي يعانين من مرض السكري أثناء الحمل، وبه نسبة عالية من الفيتامينات والكالسيوم والبروتين ومضادات الأكسدة.
حليب اللوز
يُعتبر حليب اللوز مثاليًا لأولئك الذين يعانون من حساسية ضد اللاكتوز أو فول الصويا، ويستخلص من اللوز المنقوع في الماء، ومن مميزاته خلوه من الكوليسترول والدهون المشبعة، كما أنه غني بالألياف وحمض الفوليك والفيتامينات والبروتينات والكالسيوم والحديد، إلى جانب انخفاض سعراته الحرارية واحتوائه على مضادات الأكسدة ما يُعزّز جهاز المناعة.
حليب الشوفان
يحتوي على كمية كبيرة من الألياف، ويسيطر على النَّهم الشديد للطعام، ويتحكّم في نسبة السكر في الدم ويساعد على نقل الأكسجين إلى الخلايا، كذلك يحتوي على فيتامينات A و B ، فضلًا عن البوتاسيوم والمنغنيز والفوسفور.
حليب الزعفران
يتكوّن حليب الزعفران أو الكيسار من إضافة كمية صغيرة من الزعفران إلى الحليب، ومن فوائده الصحية تحسين الهضم والسيطرة على الشهية، كما يخفف الغثيان والإمساك ويعمل على استرخاء العضلات، ما يُقلّل من التشنجات ويسيطر كذلك على التوتر وتقلُّب المزاج.
الحليب الجاف
ينتج عن تبخر الرطوبة الموجودة في الحليب الطبيعي، ويحتوي على كافة المغذيات الموجودة في الحليب، كما أنه متوفر بنسب متفاوتة من الدسم كالطبيعي تمامًا.
الحليب المخمّر أو المقشود
وهو الحليب المستخلص من مخمضة الزبدة من القشدة، ويسمى أيضًا بالحليب الرائب، ويصنع أيضًا عن طريق بكتيريا حمض اللبنيك، ويتمتع بنكهة لذيذة منعشة.
الحليب المكثّف
هو حليب البقر المجفف المحلى بالسكر، ويُصنّع من الحليب المبستر المغلي جيدًا حتى يصل لكثافة معينة، ويحتوي على نفس الخصائص الموجودة في الحليب الطبيعي.
ما الاعتبارات الضرورية لشرب الحليب أثناء الحمل؟
يُشرب الحليب بطرق مختلفة أفضلها الشاي بالحليب، ويشرب ببطء وتجنبي الاستعجال عند شربه، ولا تتناولي الحليب بعد الوجبات مباشرة، ويفضّل أن يمزج الشوفان أو رقائق الذرة والشعير بالحليب في وجبة الإفطار، وفي العشاء تناولي كوبًا من الحليب خالي الدسم، كما يمكنك إضافة الجبن نصف دسم إلى السلطات.