في ظل ما يشاع عن فوائد حميتي كيتو والصيام المتقطع فيما يتعلق بإنقاص الوزن، بدأ يتحدث البعض عن جدوى الجمع بين هاتين الحميتين وما إن كان ذلك يساعد فعلًا على إنقاص مزيد من الوزن.
في الحقيقة هناك بعض الأشخاص الذين يميلون للجمع بين الحميتين، وحول ذلك علقت خبيرة التغذية المعتمدة دانييل سكوب بقولها "الجمع بين الصيام المتقطع وحمية كيتو قد يساعد الجسم على الوصول لحالة التمثيل الغذائي الطبيعية على نحو أسرع".
وأضافت: "نظرًا لاعتماد كلا الحميتين على التحول المفيد نحو حرق الدهون في الجسم بدلاً من الكربوهيدرات للحصول على الطاقة، فيمكن لكليهما تحقيق أهداف صحية مماثلة".
حمية كيتو
كيتو هي حمية غنية بالدهون ومنخفضة الكربوهيدرات، ويلجأ البعض لاتباع النسخة النباتية من هذه الحمية وهي النسخة التي تعتمد على مصادر الدهون الصحية مثل زيت الزيتون أو زيت جوز الهند أو المكسرات والبذور أو الأفوكادو ومنتجات الألبان.
والهدف من تلك الحمية هو تناول وجبات تشكل بها الدهون نسبة ما بين 60 إلى 75%، والبروتين من 15 إلى 30%، والكربوهيدرات من 5 إلى 10%؛ وهو ما يساعد الجسم على الوصول للحالة الطبيعية الخاصة بالتمثيل الغذائي ومن ثم تمكينه من حرق الكيتونات في الدهون بدلاً من الجلوكوز في الكربوهيدرات؛ الأمر الذي يُسَرِّع عملية التمثيل الغذائي ويزيد فرص فقدان الوزن بشكل كبير.
الصيام المتقطع
الصيام المتقطع هو نمط من أنماط تناول الطعام يلتزم فيه الأشخاص بالابتعاد عن الأطعمة والمشروبات المحلاة لفترة متقطعة من الوقت كل يوم (عادة 16 ساعة) ومن ثم يعودون لتناول الطعام بشكل طبيعي خلال الـ 8 ساعات المتبقية دون أي مشاكل.
والنظرية التي تقف وراء هذه الحمية ترتكز على فكرة أن حرمان الجسم من السعرات الحرارية لمدة طويلة يجبره على دخول حالة مؤقتة من الجوع وتباطؤ عملية التمثيل الغذائي وهو ما يجعل الخلايا الدهنية تبادر بحرق الجلوكوز للحصول على الطاقة وهو ما يترتب عليه تحسين النتائج الخاصة بفقدان الوزن في نهاية المطاف.
كيف يمكن الجمع بين الحميتين؟
المسألة في واقع الأمر ليست صعبة إن كانت لديك القدرة على التعامل بشكل جيد مع حمية كيتو التي تتطلب قدرًا من الدراية التامة بما هو مسموح به من أطعمة ومشروبات خاصة، وأن الصيام المتقطع لا يمكن تصنيفه باعتباره "حمية" بالمعنى التقليدي.
ونوه باحثون في هذا السياق إلى أنه من الممكن مزج الصيام المتقطع مع أي نوع من أنواع الحميات الغذائية؛ لأنه يشير فقط لعدد الساعات التي يتم صومها.
كما أن الجمع بينه وبين حمية كيتو يعني الالتزام بمعايير النظام الغذائي الكيتوني وتناول الطعام ضمن نافذة مكثفة من الوقت.
وردًا على من يتساءلون حول أفضلية أي من الحميتين على حساب الأخرى، قال باحثون إن الأمر يعتمد على أهداف التغذية التي يضعها كل شخص لنفسه، لكن لا يوصى بحمية كيتو لأغلبية الناس بسبب طبيعتها التقييدية، أما حمية الصيام المتقطع فهي قصة مختلفة، ويوصي الباحثون باتباع الصوم فيها مدة تتراوح ما بين 12 إلى 14 ساعة بالنسبة لمعظم الناس.
هل يعمل الجمع بين الحميتين على زيادة الوزن؟
هناك إجماعٌ بين الباحثين حول فكرة أن الجمع بين حمية كيتو والصيام المتقطع يساعد على وصول الجسم لحالة التمثيل الغذائي الطبيعية، وهو ما يساعد بالتبعية على تعزيز جهود خسارة الوزن بشكل أكبر، لكن ذلك قد يتحقق على حساب بعض الآثار الجانبية لكلتا الحميتين مثل الإمساك والإسهال وسقوط الشعر عند اتباع حمية كيتو، وانخفاض نسبة السكر بالدم والتعب والغثيان عند اتباع حمية الصيام المتقطع، فضلاً عن المستوى المطلق للالتزام بكليهما وتزايد احتمالية التعرض للفشل.