تعد دار هيرميس من أبرز العلامات الفرنسية الناجحة في صناعة الأزياء والإكسسوارات، فجاذبيتها غارقة في التقاليد، ومنتجاتها تتميز بجودة لا مثيل لها، وجوهرها وهويتها تتركز على الطابع الكلاسيكي، وتشتهر العلامة التجارية بحقائبها الجلدية الفاخرة والتي تعد الأعلى سعرا في مشهد الموضة العالمية، وبمناسبة قضاءها ما يقرب خمس سنوات من توليها منصب الإدارة الإبداعية، قدمت المصممة Nadège Vanhee-Cybulski تشكيلة جلدية بامتياز ترتقي بشهرة الدار إلى أعلى المستويات.
ولفصل الربيع، عرضت المصممة Vanhee-Cybulski ملابس متنوعة بين القطع النهارية والليلية، وأشادت بحرفيي العلامة البارعين من خلال دمج المرايل التي يرتدونها أثناء العمل في التشكيلة، وافتتحت عرضها بصور ظلية بأوزان قوية وقطع رياضية، وشملت السلسلة الافتتاحية قطعا متناسقة بتدرجات الأخضر غير المتطابقة وركزت على الأشكال النظيفة والجذابة.
فبرزت بدلات التنورة والبنطلون، وسترات الفيست الجلدية الطويلة المنسقة مع سراويل مطابقة، فساتين أنيقة بفتحة الخصر أو بطيات غير متماثلة.
لاحقا عرضت المصممة قطعا جلدية أخف وزنا، من الفساتين الجميلة المصنوعة من الألواح الجلدية والأورجانزا، إلى بدلات توكسيدو بدون أكمام وفستان أسود متدفق مع كاب منسدل.
كما شهد العرض ظهور قماش جلد الفيل، وعلى الرغم من تصاعد حركة الامتناع عن استخدام الجلود الحيوانية والتي تبنتها كبرى دور الأزياء العالمية، يبدو أن الأمر لا يهم العلامات المتخصصة في البضائع الجلدية، بما في ذلك هيرميس التي تشتهر بحقائبها الجلدية الفاخرة كيلي وبيركين، ويبدو أن السبب في عدم تبني هيرميس لهذه الفكرة هو أن إكسسواراتها الجلدية لا يتم التخلص منها في مكب النفايات فهي تصمد أمام اختبار الزمن وتتوارثها النساء عبر الأجيال، أو ربما لأنها لا ترغب في المخاطرة بأرباحها.
إجمالا، يبدو أن الوقت قد حان لتقوم Vanhee-Cybulski ببعض التغييرات في هيرميس لدفعها إلى الأمام، وذلك بدمج المزيد من الأقمشة في تصاميمها، فهذا الأمر من شأنه أن يتيح لها مزيدا من الحرية الإبداعية ويخلق لها مكانة في قلوب الجمعيات المناهضة للبيئة في ظل الأزمة المناخية التي يشهدها العالم حاليا.