تأخذُ التجاعيد مظاهر الشباب والحيوية، رغم البحث عن حلول لمحاربتها قدر الإمكان، إلا أنها أمرٌ لا مفرَّ منه، فسوف تظهر شئنا أم أبينا.
لكن هناك عوامل إن تمّ اتباعها ستبطئ من ظهورها على البشرة، وقبل التعرف على هذه العوامل والخطوات لا بدَّ أولاً من معرفة أنواع التجاعيد.
تنحصر أنواع التجاعيد في 7، النوع الأول هو خطوط الجبهة والثاني خطوط التجهم التي تظهر على شكل رقم 11 بين الحاجبين، والنوع الثالث يظهر على أرنبة الأنف بين العينين، والرابع رجل الغراب وهي الخطوط التي تظهر حول زوايا العين الخارجية.
أمّا النوع الخامس فهو خطوط الضحك وغالبًا ما تظهر حول الشفة العليا والأنف، ويتمثّل النوع السادس في خط الشفاه وهي الخطوط الرأسية التي تظهر حول الفم، وأخيرًا خطوط الماريونيت، وتظهر بشكلٍ رأسي حول الذقن والخدين.
وتنقسم التجاعيد إلى قسمين، التجاعيد الديناميكية والساكنة، فتنشأ الأولى بسبب حركات الوجه المتكرّرة مثل الضحك والعبوس وغيرهما، فيما تظهر التجاعيد الساكنة أسفل الذقن والفكين وذلك بسبب تغير البشرة فتصبح أرق وأقل مرونةً بمرور العمر، ويمكن للتجاعيد الديناميكية أن تصبح ساكنةً مع التقدم بالعمر، وذلك لتأثر بشرتك بحركات الوجه إذ تتحوّل الابتسامة إلى طياتٍ حول الأنف والخدين.
ماذا تكشف التجاعيد عنك؟
عكف الباحثون في دراستهم على فهم تأثير التجاعيد على الطريقة التي يتعامل بها البشر مع بعضهم البعض، فوجدوا أنّهم يتعاملون استنادًا على شكل التجاعيد في الوجه، ويحكمون على قدرة الأشخاص من خلالها، كما أنّها طريقةٌ مثالية لتعبير الشخص عن مشاعره.
تعكس المواقف والتصرفات
وأظهرت دراسةٌ حديثةٌ، أنَّ حتى ملامح الوجه البشوش، تُعبّر عن المشاعر بشكل يختلف تمامًا عن الوجه المجعد، وبخاصةٍ الأشخاص الإيجابيين الذين يرسمون البسمة على شفاههم دائمًا، فتعبّر خطوط الضحك وقدم الغراب حول العين عن كونهم سعداء.
تُعبّر عن الازدراء أو الوجه الممتعض
كما تعبّر الوجوه المبتسمة عن الإيجابية، تعبّر الوجوه المتجهمة عن العبوس والازدراء وعدم الرضا، ففي السنوات الأخيرة انطلق مصطلح علمي يشير إلى الوجه الممتعض أو RBF، وأصبحت ظاهرة اتّجه العلماء إلى دراستها.
استخدم العلماء تقنيات تكنولوجية لقراءة تعبيرات الوجه العاطفية، ووجدوا نسبة العبوس والتجهم كبيرةً جدًا على وجوه البشر، وتزيد التجاعيد المسماة بخطوط الماريونيت من علامات الوجه الممتعض، وتظهر بشدة على الجبهة وبين الحاجبين وخطوط الشفاه، وكلها تدل على الازدراء وعدم الرضا.
ويُعتبر العديد من الأشخاص أنَّ الوجه العبوس، علامةٌ على تحقيق النجاح وسلاح جيد لاستمراره، لذا ينصح الخبراء بإبقاء ملامح الوجه مسترخية قدر المستطاع فلا تفرطي في الابتسام أو العبوس، والنتيجة تأخير ظهور التجاعيد على الوجه.
تدل على الصدق والوضوح
أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى أن تجاعيد قدم الغراب، تدل على الصدق والوضوح حيث ترتبط تجاعيد العين وتسمى Duchenne marker أو علامة دوشين، بالعواطف الجياشة، كذلك تعبّر تجاعيد أرنبة الأنف بين العينين، على الابتسامة العريضة والتألم الشديد في الوقت ذاته.
كيف تتخلّصين من الخطوط أو الثنيات؟
حماية وإصلاح
عدم التعرض للأشعة فوق البنفسجية قدر المستطاع، فهي بجانب الجذور الحرة والتلوث من أكثر العوامل التي تسبب الإجهاد التأكسدي، وبدوره يسهم بشكلٍ كبيرٍ في ظهور التجاعيد، لذلك يمكنك إصلاح التلف والحفاظ على بشرتك باستخدام السيروم المضاد للأكسدة المعزز بفيتامين سي.
كما أنَّ استعمال واقي الشمس بانتظام هو سلاحك المسنون للتخلص من هذه الخطوط، ولا تستخدمي الواقي أقل من 35 درجة، بالإضافة إلى ارتداء القبعات كأسلوب حياة، فضلًا عن اتباع نظامٍ غذائيٍ صحي بإضافة الأطعمة المضادة للشيخوخة، وقللي من السكر بقدر استطاعتك، ويُعد التدخين من المسببات الرئيسية لظهور التجاعيد، ويُفضّل الإقلاع عن هذه العادة.
اختيار المنتجات المناسبة
في ظل الحياة المحمومة بالمشاغل والأعمال، احرصي على أخذ القسط الكافي من النوم مع ممارسة الرياضة، واستعملي المنتجات الطبيعية مثل زيت الورد كروتين يومي للبشرة، فهو يعمل على تعزيز الكولاجين ويرطب البشرة ويمنحها النضارة والإشراق.
لا تتجاهلي حمض الهيالورونيك، حتى تتخلّصي من جفاف البشرة، فهو السبب الأساسي في التجاعيد، وللتخلص من ترهلات البشرة عليك باستخدام الرتنويدز، والسيروم المحتوي على فيتامين سي، ويفضل البحث عن منتج يجمع بين المكونين.
علاوةً على أنًَ الترطيب بالمنتجات المحتوية على زبدة الشيا، لها مفعول السحر على بشرتك فهي تحارب التجاعيد وتُصلح التلف الناتج عن الاجهاد التأكسدي، ما يمنع ظهور المزيد من التجاعيد في المستقبل، ولا تفركي عينيك بكثرة.
كما أنَّ وضعية النوم تساعدك على الحد من التجاعيد، ويعتبر النوم على الظهر أسلم طريقة لمنعها من الأساس، ولا تضعي وجهك بين يديك عند الميل للأمام أثناء الجلوس على مكتبك أو نومك على بطنك، وأخيرًا لا تمتنعي عن التعبير عن مشاعرك خشية التجاعيد فهي جزء لا يتجزّأ من الحياة.
