إسراء غريب.. جراحٌ أردني يكشف تناقض تقرير الطب الشرعي!

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
25 سبتمبر 2019,6:09 ص

بعد مرور 13 يومًا على عقد النيابة العامة المؤتمر الخاص بقضية الشابة إسراء غريب، للكشف عن نتيجة تقرير الطب الشرعي وبعض نتائج التحقيقات في القضية، كشف طبيب الجراحة - الجراح الأردني د. زيد سمكري عن أنَّ استنتاج سبب الوفاة جاء متناقضًا مع المشاهدات التشريحية التي وردت فيه.

وقال الدكتور زيد، إنَّ التقرير من ناحية الوصف جاء مُلِمًّا بالتفاصيل الأساسية، فقد وصف طبيعة الإصابات ومواضعها، بينما ناقض في آخره وصف الحالة حسب التشريح، ويوضحها الدكتور كالآتي:

ذكر التقرير في صفحته الخامسة في نقطة الرئتين وجود تكدّم (كدمة) في وسط الجهة الخلفية للرئة اليمنى وتهتك في الأنسجة (الكدمة الرئوية قد تنتج عن تعرض منطقة الصدر لصدمة أو ضربة قوية واحدة أو متكررة) وفي حال التعرض لضربة شديدة من الأمام فإن الكدمة الرئوية التي قد تنتج عن ذلك تكون في المنطقة الخلفية من الرئة (كما في حالة إسراء)، والعكس صحيح.

ولكن وبحسب الدكتور زيد، فإنَّ الكدمة في الرئة قد ينتج عنها 3 أمور وهي: نزيف رئوي، أو استرواح رئوي، وانكماش جزئي أوكلي بالرئة وأعراضهُ فوريةٌ وشديدة، وهو ما لم يحدث بحسب التقرير؛ لأنَّ الرئتين كانتا منتفختين، كما أنه يوجد تجمع هواء في التجويف المحيط بالقلب(المُنصِف).

ويشير السمكري إلى أنَّ الحالة الثالثة هي ما أصابت إسراء وكانت السبب الرئيس في وفاتها، وقال موضحًا: "تجمع الهواء في تلك الحجرة وعلى مدى أيام في الحالات التي لا تتلقى رعاية طبية حثيثة يؤدي إلى قصورٍ في عمل القلب؛ ما يؤدي إلى الوفاة، وبالتالي فإن القصور في الجهاز التنفسي يأتي كنتيجة لذلك وليس سببًا كما أورد التقرير".

بمعنى أدق أراد الدكتور السمكري القول بأنَّ سبب الوفاة الرئيس في التقرير لا يتماشى مع المشاهدات؛ إذ إنَّ ما أورده التقرير كسبب للوفاة يعدّ ثانويًا في هذه الحالة، مما يضع علامات استفهام حول دقة تقرير الطب الشرعي.

ويضيفُ الدكتور السمكري، ذكر التقرير مادتين احتوت عليهما عينات سوائل الجسم في بند فحص السموم في الصفحة السابعة من التقرير، وهما: "دايكلوروكسيلينول" وهي مادة تتواجد بمساحيق التجميل والمعقمات كالديتول, وهي للإستعمال الخارجي فقط، وتسبب التهيج والتقيؤ إذا ما دخلت المعدة، وذكر التقرير أنها تواجدت في عينة سائل المعدة. قد يكون التفسير بسيطًا في حالة استخدام المعقمات وتسرب بعضٍ منها للدم، ولكن وجودها بالمعدة يثير الشك، وهذا يحتاج لتبرير.

والأخرى مادة "الأولانزايين" وهي أحد الأدوية المستخدمة في علاج الفصام والعديد من الاضطرابات الذهانية، وتناوله بكميات كبيرة يؤدي إلى زيادة في النوم وتثبيط عمل الجهاز العصبي وله تأثيرات على القلب، قد تظهر من خلال تسارع ضربات القلب أو التأثير على كهرباء القلب؛ ما يضع علامة استفهامٍ كبيرة ويطرح مجموعةً من التساؤلات أهمها متى بدأت إسراء بتناوله؟ ومن وصفه لها؟ وهل دخلت في مرض نفسي صعب خلال أيام فقط؟ أم أنها عاشت ظروفًا تحت الضغط لفترة سبقت تعنيفها الذي أودى بحياتها فكانت تتلقى هذا الدواء في ظل معاناة؟

ويشير السمكري إلى أنَّ معرفة تأثير هذه المواد يكمن في معرفة نسبتها داخل العينات، فما سبب وجود هذه المواد في عينات سوائل الجسم؟ وكم بلغت نسبتها؟ إذ يتعيّن على الجهات المختصة توضيح هذه النقاط لإزالة الضبابية حول وفاة الفتاة الشابة ويعطي سببًا أوضح للطريقة أو الكيفية التي ماتت فيها.

يذكر أنَّ عددًا من الاطباء الشرعيين الفلسطينيين والذين كان من المفترض أن يشاركوا في كتابة التقرير الطبي الخاص بقضية غريب قدموا استقالاتهم في وقتٍ سابقٍ من هذا الشهر، وجاءت استقالاتهم كنتيجةٍ لما عانوا منه من تجاوزاتٍ أثّرت على عملهم؛ وساهمت في تأخير بعض الإجراءات المتعلقة بدائرة الطب الشرعي، وكذلك أثّرت على قضية غريب، على حد قولهم.

google-banner
foochia-logo