ربما تغيب عنّا بعض الحقائق بخصوص الملح ومدى تأثيره على صحتنا، وهو الأمر الذي أُثير حوله الجدل على مدار سنوات، ففي الوقت الذي بيَّنت فيه تقديرات خاصة بإدارة الغذاء والدواء أنَّ الأميركيين يتناولون في المتوسط كل يوم 3400 مليغرام من الصوديوم، وهو العنصر الكيميائي الموجود في الملح، فإنَّ ما يؤكده الباحثون أيضًا هو أنَّ استهلاك الملح بات خارج السيطرة، حيث تحوّل من طريقةٍ لحفظ الطعام إلى سلعة رخيصةٍ تستخدم في إضافةِ نكهةٍ لوجباتنا الخفيفة المالحة التي نُفضلها.
معظم أنواع البكتيريا لا تنمو في مستويات الملح المرتفعة
من الأسباب التي أعطت الملح قيمةً إضافيةً في العصور القديمة هو قدرته المرتبطة بالحفاظ على الطعام، فبعيدًا عن نظم التبريد، نجد أنَّ الناس الذين يعيشون في الأجواء الاستوائية يحفظون الطعام عن طريق تجفيفه تحت أشعة الشمس، وعادةً ما يُستعان بالملح إلى جانب طرق الحفظ التقليدية لامتصاص الرطوبة من الطعام وتجفيفه، لا سيّما وأنَّ هناك كثيرًا من المكونات في الملح تبطئ معدلات التحلل.
وأظهرت علوم الغذاء الحديثة أنَّ بمقدور الملح امتصاص الرطوبة التي ربما تؤدي لتلف الطعام، وفي نفس الوقت يمكنه القضاء على معظم أنواع الميكروبات والكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والفطريات التي تُسبب الأمراض التي تنقل بالغذاء.
وهذا هو السبب وراء وضع كثير من الأشخاص لكميات من الملح في زوايا المنزل.
بدون الملح، ربما نموت
ربما لا يعرف كثيرون أنَّ سببًا من أسباب ميلنا لتناول نوعية الوجبات الخفيفة المالحة هو أنَّ خلايا أجسامنا تحتاج للملح كي تقوم بوظائفها، مع العلم أنَّ كل خليةٍ من خلايا الجسم تحتوي على ملح في صورة أيونات، وتصبح تلك الجسيمات المشحونة هي الكهرباء التي تغذي خلايانا لأداء وظائفها الأساسية التي صُممت للقيام بها، مثل تحويل المواد الغذائية إلى طاقة وغير ذلك من الوظائف الحيوية والأساسية.
هل تُفرطين في تناول الملح؟
يجب معرفة أنه رغم حاجةِ الجسم للملح كي يقوم بوظائفه، لكنّه لا يحتاجه لهذا الكم الكبير، وتشير تقديرات طبية إلى أنَّ الجسم يحتاج 186 مليغرام فقط كل يوم، وهو ما يعادل كميةً أقل من عُشر معلقة طعام صغيرة.
لكن لسوء الحظ، من المستحيل الاكتفاء بهذا القدر بالغ الصغر من الملح، نظرًا لتواجده في كل شيء نأكله ونشربه، ولهذا ينصح بالابتعاد عن الأطعمة الجاهزة أو المعبأة في أكياس وكذلك محاولة تحضير وجباتك الشخصية من اللحوم، المحاصيل والحبوب الطازجة.
الملح يُحسّن مذاق كل شيء
رغم حاجة أجسامنا للملح كي يقوم بالوظائف المطلوبة منه، إلا أنَّ سبب ارتباطنا به هو أنّه يُحسّن مذاق كل شيء، لدرجة أنَّ كثيرين يصفونه بـ "مكوّن الطعام السحري".
أنواع الملح مختلفةٌ ومتعددةٌ
رغم وجود عدة أنواع مختلفةٍ من الملح، إلا أنَّ خلطات الملح يمكن أن تختلف تبعًا للمكان الذي تم فيه استخراج الملح، وبالفعل هناك طرق مختلفة يمكن بها معالجة الملح.
كما أنّه وبرغم أنَّ لكل نوعٍ نكهة مختلفة، فإنَّ كل الأنواع تشمل محتوى صوديوم مماثلًا، وهو ما يعني أنّه لا يوجد نوع ملح أكثر إفادةً للصحة من غيره من الأنواع.
ملح الطعام يحتوي على يود مضاف
على عكس ملح البحر، الذي يُستخرج عن طريق تبخر مياه البحر، فإنَّ ملح الطعام عبارةٌ عن منتجٍ مُعالَج يحتوي في الغالب على إضافاتٍ لمنع الحبيبات الدقيقة من التكتل، بالإضافة إلى أنّه يحتوي على مكونٍ خاص آخر هو اليود، الذي يحتاجه الجسم لإفراز هرمون الغدة الدرقية، والذي يتسبّب نقصانه في حدوث مشكلات منها تضخم الغدة الدرقية، وهو نمو غير طبيعي ينتج عن تورم الغدة الدرقية، ونوّه باحثون في نفس السياق إلى أنَّ عنصر اليود يساعد كذلك على تعزيز مستوى ذكاء الأفراد.
الاستخدام الأول للملح ليس له علاقةٌ بالطعام
على عكس ما يعتقده كثيرون، فإنَّ استخدام الملح البديهي لا يقتصر على الطعام، بل إنَّ هناك استخدامات أخرى ذات أولويةٍ منها إزالة الجليد من على الرصيف في فصل الشتاء وتصنيع المحلول الذي يستخدم في صنع الشموع، الصابون ومنظفات الصرف.
استخدام الملح كعملة
كان للملح قيمةٌ كبرى في حقائب زمنية سابقة، لدرجة أنّه كان يستخدم كـ "عملة"، ففي روما القديمة، كان يتلقّى الجنود رواتبهم في صورة ملح في أحيانٍ كثيرةٍ، كما أنَّ مصدر كلمة راتب salary هو الكلمة اللاتينية المقابلة لكلمة ملح وهي Sal.
أغلى ملح في العالم
هناك نوع ملح ثمين في كوريا يعرف باسم jugyeom ويقدّر سعره بـ 272 دولارًا للرطل، ويُعتقد أنَّ السبب وراء هذا السعر المرتفع لهذا الملح هو أنّه يعالج مشاكل المعدة، ويتصدّى لبعض الأمراض مثل التهاب الحلق والسعال ويقضي على الجذور الحرة.
اختراع بندقية ملح
ربما حقّق أحد المخترعين مكاسب تقدر بـ27 مليون دولار من وراء تصنيعه بندقية ملح، وهي البندقية التي صممها لورينزو ماغيوري بهدف استخدامها في قتل الحشرات.