بمجردِ أن يسمع الأشخاصُ كلمة رجيم الصيام، فإنَّ أول ما يتبادر إلى أذهانهم الخوف من الشعور بالجوع، سواءٌ أكانوا ينفذون الصيام المتقطع أو العكسي أو الصيامَ لمدة ثماني ساعاتٍ يوميًا، ولكن مع معرفة فوائده التي تتراوح بين تحسين الوظائف الإدراكية وخسارة الوزن، فلا عجب أنَّ البعض هم على استعدادٍ لمحاولة رجيم الصيام.
ولكن مهما كانت طبيعة رجيم الصيام الذي ينفذه الشخص فإنَّه معرضٌ للشعور بالجوع لا محالة، عدا عن أنّ إرادته معرضةٌ أيضًا للانهيار تحت فكرةٍ مفادها "لا أستطيع التحمل"، لذا إليكِ دليلاً سريعًا عن الأوقات التي ينبغي عليكِ فيها الانسحاب من رجيم الصيام والأوقات التي ينبغي فيها متابعته.
هل يجب أن تشعري بالجوع أثناء رجيم الصيام المتقطع؟
في الواقع، يُعدُ هذا السؤال أحد الأسئلة الأكثر شيوعًا التي تخص رجيم الصيام المتقطع، والجواب هو نعم، الجوع طبيعيٌ تمامًا في مثل هذه الأوقات، ومن المتوقع الشعور بالجوع بعد بضع ساعاتٍ من البدء في دمج الصيام المتقطع للمرة الأولى في روتينك، وذلك لأنَّ جسمكِ معتادٌ على الوصول المستمر إلى الطعام.
لذلك لا داعي للقلق أبدًا؛ فالشعور بالجوع لا يعني أنكِ تفعلين شيئًا خاطئًا، أو أنّك فشلتِ في رجيم الصيام، بل يعني أنكِ تعانين من انخفاض مستويات الغلوكوز، وهو ما يسبب الجوع، ولكن بمجرد اعتياد جسمكِ على الرجيم، فإنَّ تغير مستوى الغلوكوز لن يؤثر فيكِ بالقوةِ ذاتها.
وهنا يتوجبُ عليكِ البدء في خفض نسبة السكر في نظامكِ الغذائي قبل البدء في الرجيم بأسبوعين أو ثلاثة؛ إذ سيساعدكِ ذلك في تهدئة تقلبات الغلوكوز، وعدم الشعور بالرغبة الشديدة لتناول الطعام.
متى ينبغي كسر رجيم الصيام المتقطع؟
في بداية رجيم الصيام المتقطع يجبُ عليكِ تقييم مستويات طاقتك وجوعك باستمرار، والمحافظة على سجلاتٍ للأنماط التي تلاحظينها، حتى تتمكني فيما بعد من معرفةِ هل تستمرين فيه أم لا، وإليكِ بعضَ الأشياء التي عليكِ أخذها بعين الاعتبار:
البدء ببطء
بدايةً، قومي بتجربة الرجيم لفترةٍ قصيرة، مثلاً جربي الصيام لمدة 12-16 ساعة كل ثلاثة أيام على مدى أسبوعين، وذلك من أجل قياس ما إذا كان بإمكانكِ التعامل مع الصيام المتقطع بشكلٍ معتاد.
تتبّعي مزاجكِ: سعيدة أم تعيسة، متوترة أم غريبة الأطوار؟
دوِّني ملاحظاتكِ حول هذه التغيُّرات المزاجية عند البدء بعملية الصيام المتقطع، وفي حالِ لاحظتِ تغير مزاجك توقفي عن الصيام ليومين، وانتظري لمدة 3 أو 5 أيام على الأقل قبل أن تبدئي مجددًا، وكذلك احرصي على الحصول على مساعدة متخصص، إذا لم يستقر مزاجك فورًا بعد توقفك عن الصيام.
راقبي نومك: هل نموكِ مضطرب، أم أنكِ تنامين بشكلٍ أفضل؟
من المعروف أنَّ الصيام يساعد على تحسين ساعتك البيولوجية، لا تدمير نظامها، وإذا كان الصيام يزيد من شعورك بالتعب والكسل، خذي استراحة منه.
الصبر
حتى تظهر فوائد الصيام المتقطع مثل زيادة الطاقة والمزاج الجيد، فإنّها تحتاج إلى أسبوعين تقريبًا كحدٍ أدنى، وكذلك تستغرق الفوائد الأخرى مثل تحسين عمل الدم ومقاييس الصحة وقتًا أطول، يصل عادةً إلى ثلاثة أشهر.
السلامة أولاً
تذكري دائمًا أن السلامة أولاً، فإذا كنتِ تشعرين بالدوار أو بشعورٍ غير مريح، أو شعرتِ بأيِ أعراضٍ أخرى مقلقة توقفي عن الصيام بشكلٍ كامل.
وفي حال كنتِ غير متأكدة من رغبتكِ في الاستسلام أو الاستمرار، قومي بشرب الماء أو الشاي، وتأكدي من أنَّ اختياركِ يحتوي على القليلِ من السكر ويحتوي على أقل من 40 سعرةً حرارية، ومن ثم انتظري 30 دقيقةً وشاهدي ما إذا كان شعوركِ بالجوع قلَّ عن السابق.
وبعد 30 دقيقة إذا استمر شعوركِ بالجوع، فهذه علامةٌ على أنّه يجبُ عليكِ أخذُ استراحةٍ من الصوم تمامًا، ومن المهم جدًا في بداية هذه العملية اختيار كسر الصيام دون الشعور بالذنب؛ إذ إنَّ جسمكِ ما يزالُ في طريقه إلى التعود، لذا اكسري صيامكِ بوجبةٍ صحيةٍ مثل (الخضراوات، والبروتينات، والدهون الصحية) ثم عودي لاستكمال الصيام.
هل رجيم الصيام آمن للجميع؟
على الرغم من أنَّ الإنسان مارس الصيام منذ آلاف السنين وهي ممارسةٌ آمنة بشكلٍ عام، إلا أنَّ هناك بعض الأشخاص الذين يتوجبُ عليهم عدم ممارسته.
ومثال ذلك الفتيات في فترة ما قبل الدورة الشهرية وأثنائها، أو السيدات الحوامل أو المرضعات، أو إذا كانت المرأة تشعر بنوعٍ من الاضطرابات الهرمونية، كما يجبُ استشارة الطبيب في حالِ كنتِ تتعاطين أي نوعٍ من الدواء.