الزوجة المثالية القلِقَة.. ما الذي يُخيفها وكيف تتمّ مساعدتها داخل بيتها؟

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
17 سبتمبر 2019,1:48 م

تتّسمُ صاحبة الشخصية النظامية أو بمسمياتها الأخرى الوسواسية أو القلقة بالأكثر تعقيدًا من الشخصيات الأخرى، خصوصًا إن زادت عن حدّها، وباتت تترك آثارها السلبية على علاقاتها الزوجية أو العملية.

عن صاحبة هذا الاضطراب وما تمتاز به، تُشير استشارية الطب النفسي وعلاج الإدمان الدكتورة شذى أبو حمده إلى تركيزها الكبير على أدق التفاصيل، والحرص على اتباع روتين ونظام ثابت في حياتها، فضلًا عن افتقارها إلى القدرة على التعبير عن مشاعرها وعواطفها بشكل واضح.

وعلى الرغم من أنها شخصية حساسة جدًا ومتفانية في خدمة الآخرين إلا أنها بالمقابل، توصف بالعناد وعدم المرونة نتيجة سعيها الدائم للوصول إلى المثالية في كل شيء.



وإن كان بعض الرجال يتّسمون بهذه الصفة، إلا أن تأثيرها وانعكاساتها على حياتهم، أقل مستوى مما هو عند المرأة أو الزوجة، لكونها المسؤولة عن العديد من المهام الحياتية، ما يجعلها في حالة قلق دائم ينقلب إلى أجواء من العصبية والتوتر، كما ترى أبو حمده.

ليس هذا فحسب، فقد تُعاني بشكل متكرّر من اضطرابات النوم وآلام جسمانية في العضلات، وقلّة في التركيز، وغيرها من الأعراض التي تؤثر على مزاجها وعلاقتها بالآخرين بشكل سيئ.

انعكاسات شخصيتها على بيتها

لأن كل شيء في حياتها عبارة عن أولوية، فإن أبو حمده، وفي تشخيصها للمرأة المثالية وانعكاس سماتها على أسرتها، أشارت إلى رفض تقبّلها أي تغير في نمط حياتها، بل تفرض أوقاتًا ثابتة للاستيقاظ والنوم والترتيب، ومواعيد تناول وجبات الطعام، عدا عن التحذيرات الدائمة المتعلّقة بالحفاظ على نظافة المكان والملابس وأمور عديدة طوال النهار، وإلا تحوّل الأمر إلى كارثة.

تكون في معظم الأحيان متردّدة في أي قرار يجب اتخاذه، جرّاء خوفها الزائد من أي تجربة جديدة ورضاها بحالها كما هو، ما يُعيق حدوث أي تطوُّر في نمط حياتها.

المطلوب تفهُّمها



لا بد من تفهُّم طبيعة هذه الشخصية، كما نصحت أبو حمده، ومحاولة الأخذ بالاعتبار الجوانب الإيجابية فيها، ومساعدتها في ترتيب وتنظيم الأولويات في حياتها، وعدم إلقاء اللوم عليها ولو من باب المزاح، لا سيما أنها شخصية حساسة ويغلب عليها الطابع الجدّي.

وإذا بدأ أسلوبها يؤثر وبصورة مزعجة على أداء الأبناء والزوج، يُفترض اتباع أسلوب الحوار والنقاش الهادىء للتعامل مع المشاكل التي تُحدثها، واستبصارها لنتائج ضبط من حولها وتضييق الخناق عليهم، وكأنهم داخل صندوق.

ومن الواجب أيضًا مساعدتها على تعلم مهارات التكيف والتأقلم مع ضغوطات الحياة، ومنحها مساحة شخصية لها، إلى جانب تحفيزها على ممارسة الرياضة للتقليل من ضغوطاتها النفسية.

ولكونها أكثر عرضةً لاضطرابات القلق جرّاء رغبتها في تحقيق النجاحات والوصول إلى المثالية، يمكن الأخذ بالاستشارة النفسية، ليكون علاجها إمّا سلوكيًا ومعرفيًا أو دوائيًا أو كلاهما معًا، حسب شدّة حالتها لجعلها أكثر تأقلمًا مع ضغوطات الحياة وتعلُّم مهارات التكيُّف معها بشكل أعلى.

وانتهت الاستشارية إلى وجوب إدراك الزوجين لوجود عوامل تشابه واختلاف بينهما، وأن لا يكون الهدف بعد الزواج تغيير طباع الآخر، وإنما محاولة الأخذ بالاختلافات، وتحويلها إلى نقاط إيجابية تُكمّل العلاقة بينهما.

 

google-banner
foochia-logo