أثناء تجهيز بيت الزوجية، نادرًا ما يفكر العروسان الجديدان بأن يكون لكل منهما غرفة نوم منفصلة، فكلاهما يعتبر النوم في غرفة واحدة ومشاركة السرير تعبيرًا عن الحميمية.
لكن بعد انقضاء الفترة الأولى من الزواج ربما يجد الزوجان أن هذا الأمر يجب أن يتغير؛ إذ يكتشفان بعد فترة أن من الأفضل أن ينام كل منهما في غرفة منفصلة، ويبدو أن عددًا من الباحثين يوافقونهم الرأي، فقد أظهرت دراسات أخيرة أنه من الأفضل للزوجين النوم في غرفتين منفصلتين حفاظًا على استمرار العلاقة الزوجية واستقرارها.
هرمون الكورتيزول
دراسة أجريت في جامعة باراسيلسوس بألمانيا أظهرت أن هناك علاقة وثيقة بين مشكلات النوم والمشاكل في العلاقة الزوجية، كما وجدت دراسة أخرى أن ليلة نوم سيئة لأحد الزوجين بسبب انزعاجه من الطرف الآخر أثناء النوم يمكن أن تؤدي إلى أزمة في العلاقة بين الزوجين في اليوم التالي.
وعلى الرغم من وجود فوائد للنوم معًا، إلّا أن عادات النوم المزعجة لدى أحد الشركاء يمكن أن تؤثر على الشريك الآخر وتزيد من إنتاج هرمون الكورتيزول المسبب للتوتر؛ ما يخلق مشاكل تؤثر على الزوجين ككل.
الشخير والقراءة وكثرة التقلب
فقد ذكر الأزواج الذين خضعوا للدراسة أن الشخير وكثرة التقلب في الفراش كانا من أهم أسباب الانزعاج، لكن أزواجا آخرين ذكروا أسبابًا أخرى ربما بدت بسيطة جدًا مثل أن أحد الزوجين يرغب في القراءة وسماع الموسيقى قبل النوم، بينما يريد الطرف الآخر الكثير من الهدوء ولا يستطيع النوم إذا كان هناك ولو بصيص ضوء.
يقول الخبراء إن الشعور بالراحة يمكن أن يساعد الطرفين في إدارة الحياة بمزيد من التركيز والتحكم؛ الأمر الذي يجعلهما يشعران بمزيد من الرضا والسعادة في علاقتهما، فعندما يحصل كلا الطرفين على ليلة نوم مريحة، فإن ذلك يسمح لهما بالشعور بالراحة العاطفية والعقلية والجسدية دون أن تكون هناك مشاعر استياء لدى أحدهما؛ لأنه لم يحصل على نوم مريح فيما يشعر الشريك الآخر بالذنب؛ لأنه كان السبب في إزعاج شريكه.
وسجّلت هذه الدراسات أن كثيرًا من الأزواج اعترفوا بأن النوم في غرفتين منفصلتين جعل علاقتهم أكثر صلابة، وأن عدم الحاجة إلى القلق بشأن نومهم سمح لهم بتقدير الأشياء الجيدة في علاقتهم وهو ما انعكس إيجابا على هذه العلاقة.