ربّما يدور في بال الكثيرين منّا تساؤل مهمّ عن حمية الصّيام المتقطّع، هل هي آمنة إذا ما تمّ اتّباعها مع ممارسة التمارين الرّياضيّة في الوقت نفسه؟
قبل أيّ شيء، يجب معرفة أنّ تلك الحِمية تُعنى بتناول الطعام فقط، خلال فترات زمنية محدّدة، وأنّه وبينما توجد لها عدّة صور، فإنّ أكثر هذه الصّور شيوعًا هي حِمية الـ "5:2"، وهي الحِمية التي تُعني بوضع حدّ لما يتمّ تناوله من أطعمة حتى مستوى معيّن من الوقت.
وبالعودة للسؤال الذي تمّ طرحه بالأعلى، الإجابة المباشرة المختصرة هي (نعم)، وفقًا لما أوضحه جوناثان بويورو، خبير التغذية الرياضية والطّاهي المحترف وأستاذ التغذية المساعد لدى جامعة جونسون آند ويلز، والذي قال أيضًا "هل يتعيّن عليكِ اتّباع الصّوم المتقطّع لتنفيذ حِميتكِ، أم لتحقيق أهداف مرتبطة بلياقتكِ البدنية ؟ بالطّبع لا.
لكنْ إنْ كنتِ تودّين تجربة الصّوم، فإنّ هناك عدّة طرق تضمن لك فعاليته مع تمارينكِ الرياضية. والحقيقة هي أنّ العملية تعتمد على عدّة عوامل، منها السّنّ، الصحة العامة، مستوى لياقة الجسم البدنية، الأهداف، التغذية ونمط الحياة.
فيما قالت دكتورة راشيل فاين وهي أخصائية التغذية المسجلة والاختصاصية المعتمدة في علم التغذية الرياضية "أنا لا أوصى بالجمع بين الصّوم المتقطّع والتمرينات الرياضية، خاصّة للرياضيين، لأنّ الهدف من وراء الحِمية للناس الذين يمارسون الرياضة كثيرًا يجب أنْ يكون مغذيًا للجسم، وهو ما يصعب تحقيقه مع الصّوم المتقطّع".
وعاود بويورو ليقول "ويمكنني القول إنّ الأمر يرتبط في الأخير إذا كان الجمع بينهما مناسبًا لنمط حياة المرء ولجسمه أم لا، فالأمور تختلف بالفعل من شخص لآخر، وأنا أنصح باستشارة طبيب قبل البدء في اتّباع أيّ نوع من أنواع حِميات الصّوم".
ما هو مقدار الوقت الذي يجب أنْ يخصّص للرياضة عند اتّباع حِمية الصّوم المتقطّع؟
يوصى بويورو بضبط وقت الصّوم بحيث تتمّ ممارسة الرياضة في نهاية فترة الصوم، منوهًا إلى أنّه ورغم صعوبة تنفيذ ذلك في البداية، لكنّه يصير سهلاً مع التعوّد، حيث سيحتاج الجسم لبضعة أسابيع على الأرجح حتى يتأقلم على الوضع الجديد. وشدّد في نفس الوقت على ضرورة الإكثار من شرب الماء والمواظبة على ذلك، ونصح بشرب من نصف إلى جالون مياه يوميًا في حالة إفراز الجسم العرق بغزارة.
وتابع بويورو "أظهرت الدراسات أنّ الجسم يحتاج ما بين 10 إلى 12 ساعة كي يحرق مخزون الجلوكوز ويتحول إلى حرق الدّهون بشكل رئيسيّ. لذا تعني ممارسة الرياضة في نهاية مدّة الصّوم استخدام مزيد من مخزون الدّهون للحصول على طاقة".
وأكّد بويورو كذلك، أنّ الشيء الأهمّ هو الإنصات للجسم ومعرفة طريقة تحريره من الشّعور بالألم نتيجة ممارسة التمرينات الرياضية وما إنْ كان هناك شيء غير مألوف بالنسبة له، وإذا تمّت ملاحظة أيّ شيء يزعجه، فمن ثمّ يجب التوقّف على الفور.
هل يمكن بناء عضلات مع الصّوم المتقطع؟
أوضح بويورو أنّه طالما يتحصّل الجسم على قدر كافٍ من البروتينات والعناصر المغذّية، كجزء من حِمية صحية متوازنة عمومًا، ومن ثمّ يمكن إنماء عضلات بسهولة.
ما الذي يجب تناوله لكسر الصّوم بعد ممارسة التمرينات الرّياضيّة؟
أشار بويورو إلى أنّ الشيء المهمّ هو التأكد من أيّ وجبة يتمّ تناولها تكون غنية بالعناصر المغذّية، وهو ما يعني الاهتمام بتناول الأطعمة الكاملة غير المصنّعة بما في ذلك اللحوم، الخضروات والفواكه، مضيفًا أنّه يجب الاهتمام كذلك بالحصول على مزيج من البروتينات والكربوهيدرات خلال ساعة بعد الانتهاء من ممارسة التمرينات الرياضية لتسهيل عملية الاستشفاء ونموّ العضلات. وأوصت دكتور فاين بإعداد مشروب سموذي مع فاكهة كاملة، سبانخ، زبادي وزبدة الجوز، فضلاً عن ضرورة الاهتمام بتناول قدر كافٍ من السعرات الحرارية لتغذية جسمكِ وتمارينك الخاصّة.
هل تساعد الرّياضة مع الصّوم المتقطّع على إنقاص مزيد من الوزن؟
أوضح بويورو أنّ فقدان الوزن مرتبط بنقص السعّرات الحراريّة، ويمكن تحقيق ذلك باتّباع أيّ نوع تقريبًا من أنواع الحِميات الغذائية، وهو ما يجب فهمه ومعرفته وتنفيذه.