قد يكون لديك أبناء تجاوزوا مرحلة الطفولة ولم يعودوا صغارًا تحكمين السيطرة عليهم، لكنهم أيضًا ما زالوا أصغر من أن يستقلوا بحياتهم ويقرروا كل ما يتعلق بهم.
هؤلاء الصغار لديهم القدرة على التلاعب بمشاعرك أو ابتزاز محبتك لهم ليجعلوك خاضعة لكل ما يطلبون، فتنفذين الطلبات لكنك تندمين بعد ذلك وفي قرارة نفسك تتساءلين: كيف استسلمت لمطالبهم غير المعقولة؟.
ربما يرجع السبب إلى كونك تحاولين دومًا أن تكوني إمًا لطيفة ومحبة، لكن تنفيذ المطالب غير المعقولة لن يجعل منك أمًا أفضل بل سيؤدي إلى إفساد الأطفال.
فمن المؤلم حقًا للأم أن تشعر أنها عرضة للتلاعب على يد ابنها أو ابنتها البالغة، ولكي تواجهي عملية التلاعب من جانب الأبناء عليك أن تنتبهي لبعض العبارات التي يستخدمها الأبناء البالغون للتلاعب بمشاعرك.
وأبرز تلك العبارات هي، "لو كنت تحبينني، فسوف تعطيني النقود دون أن تسألي لماذا أريدها"، ولماذا لا أستطيع أن أتأخر خارج البيت؟، كنت أظن أنك تثقين بي لكن يبدو أنني كنت مخطئًا"، و"أنت أنانية ولا تفكرين سوى بنفسك"، و"ظننت أنه يمكنني الاعتماد عليك لكن من الواضح أنني أخطأت".
فإذا كنت تسمعين مثل هذه العبارت أو عبارات أخرى شبيهة بها تجعلك تخضعين لمطالب الأطفال البالغين فقد حان الوقت لتوقفي هذا الابتزاز العاطفي، وتضعي حدًا له.
أما عندما يحاول طفلك البالغ أن يضغط عليك بمطالبه، وعندما يرفض الاعتراف بحبك والأشياء الإيجابية التي قمت بها، فعليك أن تضعي حدًا لطلباته.
ولعل الخطوة الأولى أن تبدئي بنفسك وتقولي كلمة واحدة وهي "كفى"، كما عليك أن تجعلي الأبناء يدركون أن الأهل ليسوا في خدمة رغباتهم مهما كانت، وعليك أن تتوقفي عن جلد نفسك بسبب أخطاء ارتكبْتِها سابقًا بحقهم، وقضاء الوقت في تنفيذ طلباتهم تكفيرًا عن أخطائك.
كما عليك أيضًا أن توقفي الأولاد عند حدهم إذا ما قارنوك بأهال أصدقائهم باعتبارهم الأفضل.
وفي المرة التالية التي يحاول فيها طفلك البالغ التلاعب بك أو يستخدم عبارات تؤذيك عاطفيًا، عليك التمهل وأن تنظري لهذا التلاعب باعتبارك الطرف الأقوى وأن تعدّي عقلك لمواجهته تبعًا لذلك.
وبمرور الوقت سيكون لديك فهم واضح متى يكون هناك تلاعب بمشاعرك، وستكونين قادرة على الرفض، وعدم الانخداع بالكلام، وحين يقوم الأبناء بلعب دور الضحية.
وعليك التفكير دومًا بأنك سوف تضعين حدًا للتلاعب بك، حين تختمر الفكرة في عقلك سيكون من الأسهل عليك تنفيذها.