"بنوتة متل القمر" جملة دائمًا ما نسمعها مع ولادة كل بنت، فجمالها هو الفيزا التي تسمح لها بالتواجد على هذه الأرض. ولكن ماذا لو كانت منذ نعومة أظفارها وهي أقصى ما تحلم به ذلك الرجل الذي سترتبط به وتفكّر بزفافها وشكل ثوبها الأبيض؟
عن هذا التساؤل، تحدّثت الاختصاصية النفسية ومدربة التنمية الذاتية، سحر مزهر، لـ"فوشيا" عن البداية الخاطئة في برمجة الطفلة منذ صغرها، فمن ناحية، عليها المحافظة على جمالها، وأن تكون لديها المواصفات الأعلى في الرونق والعلم والأخلاق، لتنال إعجاب ذلك الفارس المنتظر الذي تربّت على انتظاره من ناحية أخرى.
وبالتالي، أن يكون انشغال تفكيرها بارتداء الثوب الأبيض لتبدو كالأميرة بإطلالتها فهذا أمر طبيعي، كل هذا وأكثر من تلك الممارسات تجعلها، وإن كانت طفلة، تفكّر فقط في ذلك اليوم، مقابل إسقاط باقي إنجازات حياتها من نجاح أكاديمي وعلاقات اجتماعية ومهارات حياتية من تفكيرها، بل وعدم المبالاة بها.
وتبقى، بحسب مزهر، بانتظار فارس الأحلام الذي سيدخلها القفص الذهبي ويحقق لها أحلامًا طالما أوهمها محيطها أنه القادر على تحقيقها خصوصًا فيما يتعلّق بالرخاء المادي والحب والدلال، بل تلك الأوهام أنستها كيفية الاستمتاع بتفاصيل نجاحها، وتقدير ذاتها.
التركيزُ على براءتها وطفولتها
ما نصحت به مزهر، لتجنُّب كل هذا الألم وكل هذه الضبابية التي تعيشها الفتاة الصغيرة، تقديم الدعم العاطفي والمعنوي، والرفع من تقديرها لذاتها، والتركيز على إشغالها بإنجازات وعلاقات اجتماعية صحيحة.
والأهمُّ أن تكون علاقة الفتاة بوالدها وأشقائها الذكور صحيّة وقوية، لا سيما أن الدور الأكبر في إشباع مكانة الرجل الأول في حياتها يقع على عاتق والدها، وبذلك، تكون صغيرته قد نشأت نشأة متوازنة، وحينها لن تفكر بأن الحياة والسعادة مقتصرة على وجود رجل آخر في حياتها.
وباعتقاد مزهر، إن حصلت على كل ما سبق، فإن مرحلة انتقالها من بيت والدها إلى بيت زوجها ستكون مرحلة سهلة ويسيرة ورائعة، خصوصًا إن كانت تملك مقومات الاحترام والتقدير لذاتها، وهو ما سينعكس حتمًا على شريك حياتها وشريك مشروع بيتهما الجديد، وإن كانت لا تعتبره "السوبر مان" ولا "المخلّص" ولا هو "مارد المصباح".
وكذلك تربيتها على أن الرجل ليس الخيار الوحيد في جلب السعادة لها، والتركيز على تعليمها وتحمُّل المسؤولية، والموازنة بين الأخذ والعطاء بعيدًا عن معايير المجتمع المتدنية والمُحبِطة.