يبدو أن قضية مقتل الفتاة الفلسطينية إسراء غريب تأخذ منحنيات جديدة في ظل التسريبات التي تخرج بين الحين والآخر، تزامنًا مع إعلان وكيل وزارة العدل محمد أبو سندس، أنه سيتم تسليم تقرير الطب الشرعى النهائي الخاص بالقضية، اليوم الثلاثاء الـ 10 من أيلول، للنيابة العامة.
وأحدثت التسريبات وفق ما كشفته وسائل إعلام محلية، تورط جهات رسمية في قضية مقتل إسراء غريب؛ إذ قالت صحيفة "الحدث" في تحقيق أجرته ووثقته بالمستندات، إن وكيل وزارة العدل محمد أبو السندس ضلل النائب العام في قضية القتيلة، مع وجود تجاوزات خطيرة في دائرة الطب الشرعي.
وبحسب الصحيفة المحلية، فإن الوكيل أوهم النائب العام بأنَّ عينات من جثة إسراء أرسلت للفحص، ولكن ما أرسل هو عينات السوائل فقط، مشيرة إلى أن البدء بفحص الأنسجة الخاصة بإسراء غريب بدأ بتاريخ 8/9/2019، واتضح ذلك بعد استقالة الأطباء الشرعيين الثلاثة.
وأوضحت "الحدث" أنه تمت إدانة أشخاص وتبرئة آخرين إثر التجاوزات الخطيرة التي جرت في دائرة الطب الشرعي، كما تم تزوير في أوراق رسمية وانتحال شخصيات أطباء شرعيين والتوقيع بدلًا عنهم.
وكشفت أيضًا أن المدير الطبي بوزارة العدل هو أبرز الغائبين عن قضية إسراء غريب بسبب ازدواجية العمل في جامعة النجاح، كما أن المدير الإداري يحمل شهادة التربية الإسلامية ويوقع بدلاً عن الأطباء ودون علمهم، والعبث بعينات الفحص من قبل أفراد من الأجهزة الأمنية الفلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن الأطباء المستقيلين أن "البلبلة" التي رافقت قضية إسراء غريب جاءت نتيجة لأسباب عديدة بينها، عدم مشاركة جميع أعضاء اللجنة في التشريح، وتم تشريحها فقط من قبل الدكتور أشرف القاضي بتاريخ 22-8-2019، ومن ناحية الصلاحيات كان يجب مشاركة الأطباء الثلاثة، لاسيما أنهم جهة اختصاص.
وأضاف الأطباء المستقيلون أن وكيل وزارة العدل الفلسطينية محمد ابو السندس أبلغ النائب العام بأن الفحوصات المخبرية للمتوفاة إسراء غريب أرسلت إلى الأردن ولكنه تبين أن عينات من سوائل الجسم فقط هي التي أرسلت إلى المختبر الجنائي الأردني في مديرية الأمن العام هناك، فيما أن عينات من أنسجة الجسم – وهي الأهم في حالة إسراء غريب- لم ترسل إلى الطب الشرعي الأردني.
وبينوا أن الأشخاص الذين تابعوا قضية إسراء غريب غير مؤهلين؛ وذلك لأن أحدهم فني تخدير والآخر تخصص شريعة إسلامية وهم يعملون تحت إشراف وكيل الوزارة محمد أبو السندس.
وتابعت الصحيفة نقلاً عن الأطباء أن العينات ظهرت بعد استقالتهم مباشرة، وتم تسليمها من قبل المدير الإداري، تخصص تربية إسلامية، لطبيب الأنسجة، وتم البدء في إجراء الفحص النسيجي في مختبرات وزارة الصحة الفلسطينية في يوم استقالة الأطباء الشرعيين الثلاثة بتاريخ 8-9-2019، مع الإشارة إلى أن التشريح كان بتاريخ 22-8-2019.
وكذلك؛ يرى الأطباء المستقيلون، أنه كان من المفترض أن يتم التشريح من قبل اللجنة المختصة، وكذلك الإسراع في إرسال عينات السوائل إلى الأردن، وعمل عينات الأنسجة بعد التشريح مباشرة من قبل المختصين في الإدارة العامة للطب الشرعي وذلك لأن القضية أخذت منحى رأي عام.
يذكر أن إسراء غريب من بيت ساحور قضاء بيت لحم، كانت توفيت في ظروف غامضة وسط اتهامات لعائلتها بقتلها على خلفية "الشرف"، وهو ما تنفيه العائلة، وأحدثت وفاتها حالة غضب عارمة في فلسطين والدول العربية.