حالة من النشاط الفني سادت منطقة الخليج تحديدًا، واستطاعت الحفلات الغنائية من انتشال الفنانين من الكساد الكبير الذي طغى على سوق الإنتاج الموسيقي في الوطن العربي، وعليه غابت أسماء كبيرة إما بسبب الانفصال عن شركات الإنتاج، أو ضعف المردود المادي من سوق الكاسيت.
فعلى الرغم من تعاقد الكثير من النجوم مع شركات الإنتاج، إلا أن ألبوماتهم لم تخرج للنور، وإن خرجت فإنها لا تلبي الحاجة الملحة للشركة من مردود تلك الألبومات ماديًا ومعنويًا.
وفي ظل هذه الفورة الفنية على صعيد الحفلات الفنية، استطاعت شركات جديدة أن تظهر على الساحة الغنائية بقوة وتلفت الأنظار إليها، في الوقت الذي انهارت فيه أسماء كبيرة في عالم الإنتاج الموسيقي وأصبح لها تاريخ لا يمكن إنكاره.
الآن أصبحت الساحة الفنية خالية من شركات ذات قوة شرائية، ولكنها تشهد هذه الفترة صراعًا محتدمًا بين شركتي روتانا، والشركة المولودة منذ عامين One Production، إذ تملك كلا الشركتين دعمًا ماديًا سخيًا بفضل ملاّكها الذين يملكون القوة الشرائية في السوق الفني.
وبدأت الحرب بعد أن قامت شركة One Production باستقطاب أسماء كبيرة لها باع طويل بين أروقة روتانا وكان آخرهم نوال الكويتية، وتعمل حاليًا على مفاوضة بقية النجوم الذين يُعدّون أعمدة قوية لأكبر شركة إنتاج "روتانا".
وفي ظل هذا التنافس القوي، يغيب عن المشهد عدد من شركات الإنتاج التي كانت تلعب دورًا كبيرًا في ساحة "الكاسيت"، منها شركة بلاتينيوم ريكوردز التي يملكها الفنان راشد الماجد وتجد الدعم من مجموعة MBC، إلاّ أن هذا الدعم توقف وأُحبطت الشركة. كما توجد شركات لم يعد يُعرف عنها إلا اسمها، كشركة عالم الفن، ميلودي، وجود نيوز، ارابيكا ميوزيك، فري ميوزيك، نجوم ريكوردز، وأخيرًا شركة روزناما ريكوردز.
وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم، فإن الساحة الفنية أصبحت "للأقوياء فقط" ولشركات إنتاج تملك القوة في اقتحام عقود الفنانين وتجييرها لصالحها، وهو ما يحدث الآن من صراع شرس بين شركة روتانا المدججة بالخبرة والسيطرة، وبين شركة One Production والتي تملك الدعم اللوجيستي والمادي القوي.