يرتبط تناولُ الطعام في أوقاتٍ متأخرة قبل النوم بالعديدِ من الأضرار الصحية والتي من أشهرها زيادة الوزن والسمنة المفرطة بشكلٍ عام.
وبخصوص الطفل، فتكمنُ أهمية النوم له كي تبدأ أعضاؤه وأجهزة جسمه في الراحةِ والعمل على طرد السموم وإتمام العمليات الحيوية، ولكن الخطورة تبرزُ عندما يتناول طعامه ثم يخلدُ إلى النومِ مباشرة، كما تشير أخصائية التغذية، ناديا أبو زيدية.
ماذا يحدث عندئذٍ؟
ربما يتوقف التنفس أثناء النوم، وفق أبو زيدية؛ إذ يعملُ الطعام داخل المعدة والأمعاء بالضغط على الحجاب الحاجز؛ ما يعيقُ دخول الهواء وخروجه خلال الشهيق والزفير، وهذا ما يُشعره بضيقٍ في التنفس وتوقفه عدةِ مراتٍ خلال فترة النوم.
إضافةً إلى التسبب بزيادةِ وزنه؛ لأنَّ تناول الطعام قبل النوم مباشرةً يؤدي إلى تراكم الدهون في الجسم والشعور بالإرهاق والخمول، وبالتالي يحتاج حرق الكميات الزائدة من الدهون والنشويات لمجهودٍ حركي وهو ما سيفقده الطفل بالطبع خلال النوم والاسترخاء، وما سوف يسبب له الزيادة في الوزن وصولاً إلى البدانةِ في بعض الأحيان.
ومن الآثار الأخرى الناتجة عن تناول الطعام قبل النوم مباشرة، خسارة الطفل لأسنانه إذا تناول النشويات قبل النوم؛ ما يؤدي إلى تراكم بقايا الطعام في تجاويف الأسنان لساعاتٍ طويلة خلال فترة النوم ومن ثم زيادة حموضة الأسنان وإصابتها بالتسوس؛ الأمر الذي قد يعرّضها للخلع.
ويترك الخلل في توازن الهرمونات في جسم الطفل تأثيره الآخر عليه، وفق أبو زيدية، وذلك لأنَّ الجسم بشكلٍ عام ينتج كميات كبيرة من هرمون الجريلين المسؤول عن الشعور بالجوع، والذي يتزامن مع إنتاج هرمون اللبتين المسؤول عن الشعور بالشبع، وهذان الهرمونان يعملان بالتحكم بالشهية؛ ما يعني أن أي خلل في إفرازهما يؤدي لتضرر جسم الطفل.
الأطعمة الأنسب له قبل النوم
الموز، إذ يُعدّ عمليًا كالحبوب المنوّمة للطفل، لاحتوائه على الميلاتونين والسيروتونين، عدا عن احتوائهِ على المغنيسيوم الذي يساعد على ارتخاء عضلاته والحصول على نومٍ هادئ، حسب ما توصي به أبو زيدية.
أما الحليب الدافئ، فهو مناسبٌ جداً؛ لاحتوائه على بعض التربتوفان، وهو من الأحماض الأمينية التي تحتوي على المسكنات والكالسيوم؛ ما يساعد على استرخائه ليلاً والنوم دونما أيِ تأثيرٍ سلبيٍ عليه.
ضرورة التباعد بين الوجبة وموعد النوم
ما تنصح به أبو زيدية، أن تُطعم الأم طفلها قبل موعد نومه بما يقارب من 2 – 4 ساعات، كي تمنح جسمه وقتًا كافيًا لهضم الطعام، وبالتالي حرق جزءٍ منه؛ ما يقلل من أي ضغطٍ على الجهاز الهضمي قد ينشأ نتيجة الاستلقاء للنوم.