انطلقت في الآونة الأخيرة حبوب منع الحمل المخصّصة للرّجال، عن طريق تقليل مستويات الهرمونات التي تؤدّي إلى إنتاج الحيوانات المنويّة، وبالمقارنة مع مجموعة أخرى من الخيارات المُتاحة للمرأة، هل تُعدّ هذه الوسيلة آمنة كما يروّج لها؟
الاجابة تقدّمها لنا مجلة كوزمبليتان، من خلال بعض الحقائق عن هذه الحبوب، وتكشف عن بعض الخرافات في السطور التالية..
يقول عدد من العلماء، إنّ قتل ملايين الحيوانات المنويّة أصعب من تناول بيضة واحدة، وتعزف شركات الأدوية عن تمويل تطوير شيء لن يستخدمه الرّجال، ولن تثق به النساء، فالإنجاب مسألة نسويّة بحتة.
يقول جون أموري، الطبيب بجامعة واشنطن: جميعنا نرغب في تحديد النسل عن طريق بعض الطرق الآمنة للرّجال، لكنْ ما زالت هناك اختلافات على فعاليّة هذه الطرق وما زالت بعيدة المنال. لذا، هناك خرافات عن هذه الوسيلة للأسباب التالية:
شبه مستحيل
لا بدّ أن تتوفّر في وسائل منع الحمل للنساء ثلاثة أشياء، وهي أنْ تكون فعّالة وقابلة للإصلاح وآمنة. لكنّ هذه الأشياء لم تتوفّر في حبوب منع الحمل للرّجال.
وتشرح ديانا بليث رئيسة برنامج التعاون بين المعهد الوطنيّ لصحّة الطفل وتنمية وسائل منع الحمل للتنمية البشرية بقولها: "يستحيل منع 800 مليون من الحيوانات المنويّة، من القيام بعملها في عمليّة قذف واحدة".
اكتشف دكتور اليسيمر كوتينو مادة الجيوسيبول (وهو دواء مضاد للخصوبة) العام 1974، ليكون ضمن موانع الحمل الفمويّة للرّجال، والتي تستخدم مادة كيميائيّة من نباتات القطن لتقليل عدد الحيوانات المنويّة. ثمّ ركّز الباحثون على الطرق الهرمونيّة، منها حبوب التيستوستيرون الأسبوعية، والتي ثبتت فاعليّتها، لكنّها افتقرت لأهمّ عنصر، وهو السلامة.
الأثار الجانبيّة المزعجة
ظهرت أثار جانبية مزعجة لهذه الطريقة، منها زيادة الوزن وحبّ الشّباب، وتقلب المزاج، فضلاً عن صغر حجم الخِصية، وما لبث أنْ ثبت فشل هذه الطريقة بعد 10 سنوات، خاصّة بعد الشّكوى المتكرّرة من آلام في العضلات والاكتئاب، ناهيك عن تغيّرات ملحوظة في الرّغبة الجنسيّة.
صعوبة التمويل من قبل الشّركات
يقول الدكتور أموري باستياء: "لن يرضى الرّجال بأخذ هذه الحبوب المعزّزة بالهرمونات بعد كلّ هذه الآثار الجانبية المزعجة، ولن تموّلها شركات الأدوية، أو تُضيّع الوقت في تسويقها. لذا، أسعى لعمل بحث جديد لتجربة سريريّة لجلّ هرمونيّ يقلّل من الحيوانات المنويّة، يتمّ تمويله من بعض المؤسّسات الحكوميّة المعنيّة بتطوير بحوث وسائل منع الحمل بأموال قليلة".
قلّة الرّغبة الجنسيّة
وتؤكّد ليزا كامبو إنجلشتاين، أستاذ مساعد في أخلاقيّات البيولوجيا في كلية ألباني، أنّه لا يمكننا غضّ الطرف عن قلّة الدافع الجنسيّ عند النساء، جرّاء تناولهنّ حبوب منع الحمل، لكنْ عندما يحدث الأمر نفسه عند الرّجال، فليس هناك داعٍ للجوء لمثل هذه الطرق الخطيرة".
تباين الآراء عند الشّباب
تقول إنجلشتاين: "ليس من المستغرب أنْ يعتقد صانعو الأدوية أنّ العقاقير السّائلة مثل الشّراب، لا تستحقّ اهتمام الرّجال، لكنّه على العكس، فهي تحظى باهتمام الرّجال هذه الأيام أكثر من أيّ وقت مضى".
وأضافت: "يريد الشّباب حقًا وسائل منع الحمل وأن 77 في المائة منهم، والذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 44 عامًا، ويمارسون الجنس مرّة واحدة على الأقلّ في الشّهر، يولون مسألة تحديد النسل اهتمامًا خاصًا".
ووفقًا لمسح حديث أجرته مبادرة الذكور لمنع الحمل، وهي منظّمة تساعد في تمويل وتسهيل البحث عن موانع الحمل الذكوريّة، أجمع معظم الرّجال على حبوب منع الحمل كوسيلة مختارة، قبل ممارسة الجنس مباشرة، أو تلك التي يتناولونها كلّ يوم.
فيما أعرب ثلث عدد الرّجال عن قلقهم بشأن الآثار الجانبيّة المحتملة لهذه الطريقة، كما صرّح بعض الرّجال عن استيائهم منها، وأنّ المسؤوليّة عن منع الحمل لا بدّ أنْ تقع على عاتق أحد الشّريكين، وليس كليهما.