لا أحد ينكر أهمية السوائل لصحة الطفل وحمايته من الأمراض المختلفة التي من الممكن أن تصيبه؛ إذ يعمل تناولها على إزالة السموم من جسمه، وتساعد على حماية جهازه الهضمي من الاضطرابات المختلفة.
إلا أن الأهم من ذلك كله كيفية تعويض الكميات التي يخسرها الطفل من خلال تناول الأطعمة التي تحتوي على الماء، بعد التعرف على أسباب شربه للماء بكميات كبيرة.
أسباب شرب الطفل للماء بكثرة؟
بداية، تنوّه أخصائية التغذية فوزية جراد إلى أن الأطفال يمتلكون في أجسامهم نسبة أعلى من الماء مقارنة بالبالغين، أي بما نسبته 78% من أجسامهم تقريبًا، ولكن هناك أسبابًا عديدة تعود إلى إكثار الطفل من شرب السوائل، منها مثلاً، اضطراره للتنفس أثناء نومه عن طريق الفم، جراء تضخّم لوزتيْه؛ ما يُشعره بالجفاف والعطش وبالتالي حاجته لترطيب حلقه خلال فترات قصيرة ومتتالية، لذلك يتناول كمية كبيرة من الماء.
كما أن إصابته بالرشح والزكام والحساسية تجعله بحاجة إلى تناول الماء وشرب الأعشاب، والعصائر بشكل كبير.
وغالبًا ما يصاحب فقدان السوائل بجسم الطفل إصابته بالإسهال والقيء مع كثرة التعرّق، وهي بحسب جراد، من أهم الأسباب التي تجعله يتناول كمية كبيرة من السوائل يوميًا، إلى جانب إصابته باضطرابات في الجهاز البولي ونقص العناصر الغذائية المهمة لجسمه، وأيضًا في حال إصابته بمرض السكري الذي يتسبب في عطش الطفل ورغبته في تناول الماء.
كما أن تناوله الأطعمة التي تحتوي على الملح والبهارات تتسبب في عطشه وتعرضه لجفاف الحلق، الذي يجعله بحاجة إلى استهلاكه للماء والسوائل دائمًا.
هل الإفراط بشرب الماء يضرُّه؟
إن تناول الطفل للماء بشكل كبير، يعمل كما ترى جراد، على شعوره بالتُّخمة، وعدم رغبته بتناول الطعام بشكل جيد، كما يُصاب بالقيء، وبالتالي يصبح نحيفًا.
وبالعادة، عندما يشرب الماء بكثرة، يتبوّل بشكل كبير خصوصًا في فترة الليل؛ ومن المتوقع إصابته بحالة من التبوّل اللاإرادي.
هل من حل؟
تؤكد جراد بأن الماء مهم جدًا للصحة، وخصوصًا بالكميات الموصى بها للطفل، وهي 8 أكواب من الماء يوميًا، ولكن شربه أكثر من ذلك يعرّضه إلى المخاطر والإصابة بأحد الأمراض، حينها يجب على أمه استشارة الطبيب لمعرفة السبب.
إلا أن الأهم من ذلك كله التركيز على كيفية تعويضه الكميات التي يخسرها من خلال إعطائه الأطعمة التي تحتوي على الماء، مثل: الشمام، والبطيخ، والبرتقال، والعنب، والفراولة، والخيار، والجزر، والكوسا، والخس، والبروكلي، والفليفلة، والفجل، والبندورة، والحليب الطازج، لتحقيق توازن طبيعي للسوائل عنده.