لا شك أنَّ السينما المصرية ليست بمعزلٍ عن التأثُّر بإنتاجات هوليوود الضخمة، حيثُ قدّمت الأولى الكثير من الأعمال الدرامية المقتبسة عن الثانية وتمّت معالجتها بالطريقة المصرية.
ومن المعروف أنَّ بيتر ميمي، مخرج "كازابلانكا" متأثرٌ بالمنتَج الأمريكي، فليست هذه المرة الأولى التي يُقدّم بها عملاً مقتبسًا من هوليوود حتى أنّه أحيانًا كان ينقل حرفيًا.
وفيلم "كازبلانكا" لم يكن بعيدًا عن المقارنة، فهو مقتبس عن فيلم "Kingsman"، من إنتاج عام 2014 للمخرج البريطاني، ماثيو فوغن.
لكن هذه المرة يُظهر ميمي تحسنًا واضحًا، خصوصًا أنَّ خيوط وأبعاد الشخصيات كانت معقدة ومفاجآت السيناريو متتابعة، وإلى جانب اقتران اسم المخرج بأفلام الأكشن والإثارة أصبح أيضًا الاقتباس من الأفلام الأجنبية وصفًا جديدًا يلاحقه، دون إشارةٍ إلى مصدره، وهو ما أضعف ثقة البعض في ما يُقدمه ميمي.
بينما حظي بإعجاب نسبةٍ كبيرةٍ من الجمهور الذي يدفع بأفلام المخرج لتتصدّر شباك التذاكر وتُحقّق أعلى الإيرادات.
من جهته؛ لا ينفي ميمي هذا الاقتباس ولا يقف عنده كثيرًا، وبذكاءٍ يُفضّل الاعتراف به بخجل والانسحاب سريعًا قبل أن يتحوّل إلى متهمٍ في محاكمة، في أحد اللقاءات معه يقول بيتر: "دعونا نرتقي بجودة الأفلام ونقترب من الغرب أكثر وألا نكتفي بالحضور المشرّف، لأننا سنغزو العالم".
الفيلم يدور حول عصابة من ثلاثة أصدقاء متخصّصة في السرقة والنصب يُخفقون في آخر عملية سطو لهم للاستيلاء على شحنة ألماس مهرّبة عبر البحر، لكن البحر غادر، والهروب من تلاطم أمواجه ألقى بأحدهم (عمر المر/أمير كرارة) في السجن منذ الدقائق الأولى من الفيلم، لنعرف أننا أمام رحلةِ انتقام سيخوضها البطل بعد الخروج من محبسه، والمعركة التي يُهدّد باشتعالها طيلة الوقت ستنفجر في أقرب لحظة.
القصة الرئيسة للفيلم معتادة، وهذا أمرٌ شائع في أفلام الإثارة، لكن ما يحكمُ جودتها هنا هو المعالجة الدرامية.
جاء مستوى أداء الممثلين متفاوتًا بين المميز، وهنا نتحدّث عن إياد نصار فى دور "رشيد"، خصوصًا بعد لمسات الفنان الخاصة التي كان لها الإضافة خصوصًا على المستويين الشكلي والحركي، وبين أداءٍ جيدٍ جدًا من الممثل التركي خالد أرغنتش، الذي اشتهر بدور السلطان سليمان في مسلسل "حريم السلطان".
في حين كان أداء عمرو عبد الجليل تقليديًا كثيرًا معتمدًا على "إفيهاته" المعهودة في أفلامه.
أمّا غادة عادل في دور "فيفا"، فقد كان مقحمًا بلا تأثير يذكر في الأحداث لكنّه ضمن فقط وجود عنصرٍ نسائي في العمل.
ويبقى أمير كرارة صاحب الأداء الثابت دون تغييرٍ أو إضافاتٍ أو اجتهاداتٍ، لكنه مع ذلك يظلُّ بطلاً جماهيريًا شعبيًا وأحد فرسان الرهان في شباك التذاكر.
ويتصدّر الفيلم أعلى إيراداتٍ في تاريخ السينما المصرية فجمع حتى الآن ما يقارب الـ 77 مليون جنيه مصري.