في بعض الأحيان، تلجأ الأم وبشكل لا شعوري إلى استخدام ابنتها كوسيلة لنقل الأخبار المتعلقة بأبيها أو إخوتها والآخرين بغرض معرفة ما يدور حولها من أحداث سواءً في حضورها أو غيابها.
ولكنها لا تعلم، حسبما يؤكد الاختصاصي النفسي باسم التُّهامي حقيقة وحجم الإيذاء الذي تُسببه لابنتها وهي تعلّمها نقل أخبار المحيطين بها، وأن الطاولة قد تُقلب على رأس الأم، عندما تتطبّع ابنتها بصفة "فسّادة" إلى ما لا نهاية.
انعكاس سيىء على الأطراف كافة
أول ما ستحصده الأم نتيجة فعلتها، كما يقول التُّهامي، عندما تتبدل الأدوار، وتُفاجأ بأن ابنتها تنقل أخبارها وخصوصياتها لذويها، تمامًا مثلما تعوّدت على نقل أخبار الآخرين إليها، وأيضًا كردة فعل، تحديدًا إذا تعرّضت للضرب والإيذاء ممن نقلت أخبارهم، ما يزيد الأمر تعقيدًا، ويصبح هدفها رد اعتبارها والرغبة في الانتقام، والإيقاع بمن تسببوا في إهانتها من خلال نقل أخبارهم وأفعالهم بالتفصيل بل والمبالغة أحيانًا.
ويرى، أن تلك المسألة الخطيرة تؤدي إلى ضعف شخصية البنت، وتحوّلها إلى شخصية سيكوباتية مؤذية، لديها الرغبة في التشفّي بمن تنقل أخبارهم، ولكنها لا تدرك حجم الضرر الواقع عليها، عندما تكتشف مع الوقت كيف تحوّلت إلى شخصية مكروهة من المحيطين بها، ويتجنبون قدر الإمكان التعامل معها، ما يخلق لها صراعات مع دائرة التواصل الاجتماعي.
والأسوأ من ذلك، تعزيز الأم لسلوكها والدفاع عنها، ما يزيد الطين بلّة، ويوسّع مساحة حجم العداوة مع من حولها، في المنزل أو المدرسة وأي مكان تتواجد فيه بداعي كسب رضا أمّها والتقرب منها بأي طريقة كانت.
وتزيد الأم في خطئها عندما تدعم وتكافئ ابنتها على هذه الفِعلة، لا سيما أنها على الجانب الآخر تهدم شخصيتها وتعيقها عن التخلص من تلك العادة السلبية التي من المؤكد انتقالها معها إلى حياتها العملية، ما يؤثر عليها ويشوّه صورتها أمام زملائها في العمل، ويُنفّر المحيطين منها، كما يقول التُّهامي.
معالجة الأمر
بدءًا من الأم تبدأ معالجة تلك المسألة الخطيرة، وهو ما يتطلّب منها التوقف عن تشجيع ابنتها على الاستمرار بتلك العادة السيئة، والتركيز على توعيتها بمدى العواقب الوخيمة الناتجة عن نقل أخبار غيرها، لا سيما أنها بذلك تولد مشاكل مع المحيطين بها، وبالتالي امتناعهم عن التقرب منها ومخاصمتها جرّاء ما تقوم به، بحسب التُّهامي.
وعليها في الوقت نفسه، الحرص من نقل ما يحدث من أمور في المنزل أو عند المحيطين أمام أبنائها كي لا تثبّت ذلك التصرف عندهم، وبالتالي يقلدونها.
وباعتقاد التُّهامي، على الأم توعية أبنائها الذكور والإناث بشكل عام، على أن الحياة غير مقتصرة على تعاملهم معها فقط، وإنما هناك علاقات اجتماعية وتجارب سيخوضونها؛ فإذا ابتعد الناس عنهم نتيجة تصرفاتهم السلبية وإيقاع الفتنة ونقل الأخبار، فلن يتبقّى لهم من مصادر الدعم والثقة أي أحد، وستصبح حياتهم معقدة جرّاء شعورهم بالضغينة والكره من الآخرين.