"طفلي يملّ من الطّعام ولا يُكمله" واحدة من أكثر المشكلات التي تواجه الكثير من الأمّهات، خصوصًا عندما تجري الأمّ خلف طفلها في محاولات لإطعامه بأيّ طريقة ممكنة.
ولأنّ محاولة تناول الطّفل طعامه بمفرده، تحتاج لمجهود، ووقت طويل، للتعوّد على ذلك، تنصح اختصاصيّة التّغذية، ناديا أبو زيدية، كلّ أمّ بابتكار طرق جديدة، عند تقديم الأطباق له، ليتقبّل تناوله دون عناء.
قبل كلّ شيء، عليها تشجيعه على الجلوس معهم، على طاولة الطّعام، واستغلال ذلك الوقت، للتّحدّث معه، ومداعبته، حتى لا يملّ من الوقت المخصّص للطّعام.
ابتكار طرق مغرية ومشجّعة
من الضّروريّ، بحسب أبو زيدية، التّركيز على اختيار نوعية الأطعمة التي يحبّها، وعلى تنوّع الألوان التي تُلفت انتباهه في الطبق الواحد، كي تجعله يجرّب الأطعمة الجديدة بسهولة أكثر، على أنْ يُترَك على حريّته وهو يأكل.
ويمكنها استخدام أشكال وقوالب الطّبخ في صنع المأكولات، خصوصًا تلك التي تمثّل أشكال الحيوانات، أو الزّهور، والقلوب، وغيرها من الأشكال، كي تجذبه، وترغّبه في إكمال طبقه كاملاً.
والتفنُّن باستخدام النباتات العشبيّة في التزيين، كالنعناع، والكزبرة، والبقدونس، أو وضع شرائح الليمون، وأوراق الخسّ، وكذلك صنع وردة من قشر اللّيمون، أو قشر البندورة أيضًا.
ومن الطّرق الأخرى، كما نصحت أبو زيدية، تقطيع الخضار، أو الفواكه بطريقة هندسيّة على شكل مربّع، أو دائرة، أو مثلث، وترتيبها، وصنع شكل جماليّ منهم، أو استخدام الفلفل الحلو، بجميع أنواعه وألوانه في تزيين اللّحوم، والسّلطات، والأرز، عن طريق تقطيعه بشكل مميّز، كلّها تساعد في تشجيعه على تناول الطّعام برغبة شديدة.
تزيين أطباقه بالمكسّرات، والزبيب والفستق، إضافة إلى استخدام الخيار والطماطم، وتقطيعهم بأشكال جميلة، ووضعهم على الأرز، أو الأسماك أو اللّحوم، هي ابتكارات أخرى، تحفّزه على الأكل بشهيّة، خصوصًا إذا لجأت إلى رسم أطباقه بالكاتشب، والمايونيز، وكريمة الطّبخ، بشكل محبّب يُلفت انتباهه.
وبإمكانها رسم وجه على طبق الطّعام، من حبّات الزّيتون الأسود، أو الأخضر على شكل عينيْن. أمّا الفم فيُشَّكل بشريحة من البندورة مثلاً، هذا بالنسبة لطعامه العاديّ.
أما بخصوص الحلويّات، فيمكن تحويل السّكّر إلى بودرة، لتزيين أطباق الحلوى، ونثرها عشوائيًا، واستخدام قوالب ذات أشكال متنوّعة يُرشّ السّكّر بداخلها، وتزيين الكيك، والتورتات بقطع الفواكه، مثل: الفراولة، والتوت، والموز، والكيوي.
وباعتقاد أبو زيدية، فإنّ استشارة الأمّ لطفلها أثناء شراء الطّعام، أو أثناء تجهيزه، تولّد لديه الشّعور بالشّغف تجاه ذلك، والأهمّ، التوقّف عن إجباره على إنهاء طبقه بالكامل، فهذا يؤدّي إلى شعوره بالشّبع، ورفضه للطّعام، كردّة فعل عكسيّة.