ازدواجيّة في الوجه والتعامل، تضطرّ لممارستها الزّوجة مع زوجها؛ أيْ أنّها أثناء وجوده في المنزل، أو مرافقته داخل محيط العلاقات الاجتماعيّة، ينال معاملة منمّقة ولبِقة، مغطّاة بالحبّ والودّ، من أجل نظرة المحيطين بها، لا أكثر، وحتى لا يُقال عنها "مطلّقة".
أما بغيابه زوجة أخرى ومعاملة مختلفة، تُخفي مشاعر الضّغينة والإجبار على الحياة معه.
هذا الدور التمثيلي، ولعب دوريْن معًا، خلال اليوم الواحد، "أسلوب حياة" تتقصّد منه إشباع احتياجاتها داخل الإطار الاجتماعيّ، المحيط بها، جرّاء عدم قدرتها على التّكيّف مع ظروفها الاجتماعيّة.
الأدوار الصّعبة
تلك المسألة، يردّها الاختصاصيّ النفسيّ، باسم التُّهامي، إلى حجم الضّغوط النفسيّة، التي تعترض حياة الزّوجة، خوفًا وتجنّبًا من التعليقات التي ستُرمى بها، إنْ لم تتعامل مع زوجها بالصّورة اللائقة، ما يدفعها بشكل لا شعوريّ، إلى ممارسة حياتها معه، بصورة متناقضة.
فالانشغال العام بوضعها الاجتماعيّ الخارجيّ، أمرٌ في غاية الخطورة، تحديدًا عندما تُظهر الجانب المثاليّ له أمام الناس، وكأنّها بطلة في إحدى المسرحيّات، بينما هي في الواقع تصنع بيئة زوجيّة فارغة من أي مشاعر صادقة حقيقيّة، لعجزها ربّما عن تلبية احتياجات زوجها، وإظهار الحبّ الحقيقيّ له.
ومن ناحية أخرى، هي زوجة لا تجرؤ على البوح بمشاعرها المكبوتة والمخفيّة، سواءً بمواجهة زوجها، أو الكلام معه.
ومع الوقت، تتشكّل عندها حالة من الاختلاط في المشاعر، تصعّب عليها القدرة على فهم ومعرفة كيفيّة التّوافق مع زوجها، والتّكيّف مع تلك البيئة، تحديدًا، إذا كانت قد لجأت في عدّة محاولات لإيجاد الحلول معه، ولكن لا فائدة تُرجى، أو تغيير يحدث، كما يرى التُّهامي.
ما الحلّ إذاً في تلك الحالة؟
باعتقاد التُّهامي، ينبغي توقّف الزّوجة عن إعطاء زوجها، الاهتمام الزّائف لنيْل الإعجاب والتّصفيق من الآخرين؛ إذْ كلّما زاد التّمثيل عن حدّه، زاد غضب زوجها ورفضه لتلك المعاملة المزيّفة، في الوقت الذي لا يحتاج منها إلا الاحترام والتقدير، بينهما أولاً، ثمّ المحيطين بهما ثانيًا.
ويجدر بها اللّجوء إلى المواجهة الحقيقيّة مع زوجها، بدلاً من تشويه صورته، وإهانته أمام الآخرين في غيابه. حتى وإنْ كانت تجد في "فضفضتها" شفاءً لغليلها، ولا تستطيع التّحكّم في أعصابها، لا يحقّ لها إلا انتقاده نقدًا بنّاءً لا يسيء لشخصه، ولا يكون بمثابة "الضربة على رأسه".
فإمّا تسعى لتغيير سلوكياته، أو تبقى في حالة الكبت اللاشعوريّ، الذي ينتج عنه سلوكها السلبيّ، إنْ لم تقدر على حلّ مشكلتها معه.
ومن طرف الزّوج، وفق التُّهامي، يبقى القرار عنده، تحديدًا إنْ كان يعلم بتمثيلها؛ فإمّا يُسارع بالتّدخّل والعمل على تفادي الوقوع في المزيد من التّخبّط والفشل، جراء الازدواجيّة في تعاملها، أو ترك الأمور على ما هي عليه، طالما لا يَطاله ذلك الضّرر الكبير.