رغبةً منها في أن تُثبر حوارًا سابقًا أطلقه الكاتب الأسترالي - الأميركي بيرنارد رودوفسكي الذي عاصر مؤسس دار كريستيان ديور، من خلال مقالٍ حمل عنوان "هل الأزياء عصرية؟"، تناول فيها العديد من الأعراف المرافقة للأناقة، وانتقدها لافتقارها إلى الفائدة والأناقة، اختارت، ماريا غرازيا كيوري، المديرة الإبداعية في دار "ديور"، أن تجيب عن هذا السؤال من خلال عرض أزياء "ديور" لخريف/شتاء 2019 في باريس.
في مجموعتها التي طغى عليها اللون الأسود، عكفت كيوري، على إثباتِ أن الراحة لا تأتي دائمًا على حساب الأناقة؛ إذ شكلت من خلال تصاميمها التي أعادت فيها إحياء الحضارة اليونانية القديمة، ولجأت فيها إلى الهندسة التي كانت أحد الموضوعات المفضلة لدى رودوفسكي، كأساسٍ لتصاميمها.
وبدأ عرض "ديور" بإطلالةٍ بيضاء كانت هي الوحيدة، التي تضمّنتها هذه المجموعة، كُتب عليها سؤال "هل الأزياء عصرية؟"، لتنطلق بعدها العارضات بفساتين سوداء بأطوالٍ مختلفة، مصممةٍ بأقمشة عائمة وضخمة تتميز بخصر مدبب لتحديد الشكل الأنثوي، ذات طابعٍ إغريقي، استعملت فيها القماش الشبكي كإكسسوار للرأس، وجوارب تزيّنت بالريش، فيما حلت أحذية "الغلاديايتورز" المريحة مكان الأحذية ذات الكعب المرتفع.
وبالعودة إلى اختيار كيوري، أن تقوم بتصميم مجموعةٍ كاملة باللون الأسود، تتخللها بعض الألوان النادرة، فذلك يعني العودة إلى الأساسيات، إلى أسس الأزياء الراقية، بالإضافةِ إلى إرسالِ تحية لمؤسس الدار كريستيان ديور، الذي أعلن يومًا، القاموس الصغير للأزياء :"يمكنني كتابة كتاب كامل عن اللون الأسود"، و محو عنصر اللون، والتركيز على بناء الإطلالة عبر الخامة والتفصيل.
وجاءت خاتمة العرض مذهلةً للغاية، إذ دمجت فيها بين الموضة والهندسة المعمارية، والتراث والعمل اليدوي، لتظهر إحدى العارضات وهي ترتدي نسخةً طبق الأصل من مبنى أتيليه "ديور" في باريس، صُنِعَت من ورق الذهب، وكأنها تقول: أزياؤنا هي منزلنا الأول، نحن نعيش بداخلها وعليها أن تؤمّن لنا الراحة.
وعلقت الدار، عبر صفحتها الرسمية على إنستغرام، على العرض قائلةً: "أردنا أن نقدم صورةً عن الدور الداعم، الذي تلعبه المرأة، في كل من العمارة والمجتمع".