توصّلت إحدى الدراسات العالمية التي بحثت دور الحديد في مجموعة متنوعة من الظروف الصحية إلى أن الحديد الزائد قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالتهابات الجلد الجرثومية.
وقالت الدراسة إن الحديد معدن أساسي، وجميع الخلايا البشرية تحتوي على بعض الحديد، ولكن حوالي 70٪ منه يوجد في خلايا الدم الحمراء.
ويلعب الحديد دورًا رئيسيًا في إنتاج الهيموجلوبين، وهذا البروتين المعقّد يحمل الأكسجين من الرئتين إلى بقية الجسم.
كما يساعد الحديد في القضاء على التعب، ويدعم الجهاز المناعي، ويُحسّن قوة العضلات، ويمنع فقر الدم.
وتشمل أعراض فقر الدم، التعب، والضعف، وضيق التنفس والدوار، كما أن هناك أشكالاً مختلفة من فقر الدم، ويمكن أن تتراوح شدته من خفيفة إلى شديدة.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن فقر الدم يُصيب حوالي 1.62 مليار شخص في جميع أنحاء العالم.
وبحسب مجلة "ميديكال نيوز توداي"، فقد أجرى الباحثون الآن دراسة لكشف تأثير كل من مستويات الحديد المنخفضة والمرتفعة، وقاموا بتحليل دور الحديد في مجموعة متنوعة من الظروف الصحية، وذلك باستخدام البيانات الوراثية والسريرية من حوالي 500 ألف شخص، وقد ظهرت النتائج الآن في مجلة PLOS Medicine.
ويقول مؤلف الدراسة المشارك الدكتور بيبين بنيامين، عالم الوراثة بجامعة جنوب أستراليا: "استخدمنا طريقة إحصائية، تسمى العشوائية مندلين، تستخدم البيانات الجينية لتقدير أفضل للتأثير المُسبّب لحالة الحديد على 900 مرض وحالة".
ويُضيف الدكتور بنيامين: "من خلال هذا، وجدنا صلة بين الحديد الزائد وتقليل خطر ارتفاع الكوليسترول في الدم".
ووجدت دراسة حديثة أن مستويات الحديد العالية تحمي من فقر الدم، وتمنع ارتفاع الكوليسترول.
ويقول الدكتور بنيامين: "قد يكون هذا أمرًا مهمًا نظرًا لأن ارتفاع الكوليسترول في الدم هو عامل رئيسي في الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، مما يتسبّب في وفاة نحو 2.6 مليون شخص كل عام وفقًا لمنظمة الصحة العالمية".
أمّا عن التأثير السلبي للحديد الزائد، فلم تحقق الكثير من الدراسات في الآثار السلبية للحديد الزائد، والذي يمكن أن يسبب أمراض الكبد ومشاكل القلب وأحيانًا مرض السكري.
كما أن مستويات الحديد العالية قد تؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بالتهابات الجلد البكتيرية، مثل التهاب النسيج الخلوي (التهاب بكتيري يؤثر على الطبقات الداخلية من الجلد) والخرّاجات.
وأظهرت الأبحاث السابقة أن الحديد عنصر غذائي مهم لبقاء ونمو البكتيريا، ولكن هذه الدراسة العالمية هي الأولى من استخدام البيانات السكانية على نطاق واسع لمزيد من التحقيق في العلاقة بين مستويات الحديد العالية والالتهابات الجلدية البكتيرية.
ويُضيف المؤلف المشارك في الدراسة ديبيندر جيل، من جامعة إمبريال كوليدج في لندن، أن هذه الدراسة العالمية كانت قادرة على تحديد تأثير حالة الحديد المثارة وراثياً على مئات النتائج ذات الصلة سريريًا باستخدام البيانات التي تم التقاطها بالفعل، بسرعة وفعالية.
وقد تعاملت التجارب السابقة مع حالة الحديد عند المصابين بفقر الدم، ولكن حتى الآن، لم تُركّز أي من هذه الدراسات على مستويات الحديد لإدارة التهابات الجلد أو تنظيم الكوليسترول.
ويعتقد الباحثون أنهم بحاجة إلى بيانات تجريبية قبل محاولة معالجة الحديد لهذه الظروف.
وأضاف: "في هذه الدراسة، قدمنا دليلًا معتمدًا للسكان على أن الحديد يرتبط ببعض الأمراض، والخطوة التالية هي التحقق مما إذا كان التلاعب المباشر بمستويات الحديد يُحسّن النتائج الصحية من خلال التجارب السريرية".