لعلكِ سمعتِ عن متلازمة التمثيل الغذائي، أو الأيض، كونها حالة معقدة، تشكّل مجموعة من الأعراض المختلفة، التي عند حدوثها معًا، يمكن أنْ تزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوع الثاني، من مرض السكري، وأمراض القلب.
ولعلّ المثير للقلق، هو أنّ من يعانين من هذه المتلازمة يقاربن ربع النساء، بالإضافة إلى أكثر من نصف البالغين ممن تجاوزوا سنّ الخمسين. ومؤخرًا، أصبح المراهقون والشباب أيضًا، يصابون بمتلازمة التمثيل الغذائيّ كلّ عام.
وتحدث متلازمة الأيض، نتيجة لقيام الجسم بمعالجة وتوزيع الطاقة بطريقة غير طبيعية، والعلامة المبكرة لمتلازمة التمثيل الغذائيّ، هي تراكم الوزن الزّائد في الجسم في منطقة الخصر والجذع، أو ما يسمّى "شكل جسم التفاحة".
ومن يعانين من هذا النوع من السّمنة، لديهنّ أطراف نحيفة وبطن مستدير، فيما يمكن اعتبار محيط الخصر، الذي يزيد 80 سم في الإناث، سمنة مركزية، ويمكن أنْ يكون سببًا لاختبار المتلازمة الأيضية، خاصة إذا كان عمركِ أكثر من 50 عامًا.
المراحل الأولى
وفي المراحل الأولى، تكون متلازمة التمثيل الغذائيّ، بدون أعراض، ويتمّ اكتشاف الحالة أثناء الفحوصات الصحية الروتينية، وتشمل هذه الأعراض ارتفاع ضغط الدم، ومقاومة الأنسولين، ومستويات الجلوكوز غير الطبيعية، وانخفاض مستويات الكوليسترول الحميد، وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية.
أما في المراحل المتقدمة، فيمكن أنْ تظهر أعراض، كالتعب وعدم وضوح الرؤية، وزيادة العطش والتبوّل. لكنّ تشخيص المرض يتمّ فقط، عندما تظهر كلّ هذه العلامات، أو معظمها.
المضاعفات
ويمكن أنْ يؤدّي تأخّر العلاج، إلى مضاعفات شديدة، مثل تطوّر مرض السكري من النوع الثاني، وأمراض القلب، وأثبتت الأبحاث الحديثة، وجود صلة محتملة بين متلازمة التمثيل الغذائي، والانخفاض المعرفي، والخرف.
الأسباب وعوامل الخطر
بعض الناس لديهم مخاطر أعلى للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وهناك تزيد من احتمال المعاناة من متلازمة التمثيل الغذائي، أبرزها العمر، فكلما تقدم بنا العمر، كلما زادت احتمالية الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، خاصة من تزيد أعمارهمنّ عن 50 عامًا.
كما أنّ البدانة أيضًا، لها دور، ذلك أنّ الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن، هم أكثر عرضة للمعاناة من متلازمة التمثيل الغذائيّ، مع كون السّمنة ثاني أكبر عامل خطر بعد العمر. وهناك أمراض أخرى؛ حيث إنْ الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من مرض السكري، أو يعانون من توقف التنفس أثناء النوم، أو مرض الكبد الدهني، أو متلازمة تكيس المبايض، هم أكثر عرضة للإصابة.
الوقاية والعلاج
إذا كنتِ تعانين من هذه المتلازمة، فإنّ طبيبك، هو الأقدر على تقديم النصائح، لكنّ اتباع خيارات صحية في نمط الحياة، يمكن أنْ يمنع تطوّر المرض، مثل ممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا، وتناول الكثير من الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه، والبروتين الجيد، بالإضافة إلى الحدّ من كمية الدهون المشبعة، وغير المشبعة، والملح، والابتعاد عن المشروبات المحلاة، والحفاظ على وزن صحي، والتوقف عن التدخين.