غالبًا ما تسمعين شريكك يُردّد هذه العبارات، أنا شخص غير مرغوب فيه ولست جديرًا بالحب والامتنان، وتجدينه عند مواجهة المسؤوليات يتهرّب منها بهذه العبارات المرسلة.
ليأتي السؤال المهم، وهو ما الفرق بين لعب دور الضحية والتهرب من المسؤولية؟ هذا ما سنورده في السطور الآتية بحسب موقع "سيكولوجي توداي".
يلعب شريكك دور الضحية كنوع من الدفاع عن النفس، بدون وعي ولا إدراك حقيقي للأمور؛ ليتجنّب المساءلة وما ينتج عنها من عذاب الضمير أو الألم العاطفي، فتجدينه يقول عبارات بعينها مثل: "أنا شخص لا يحتمل، وأسوأ زوج على الإطلاق أليس كذلك؟ وهو يفعل ذلك ليجبرك على التراجع عن موقفك وعدم إلقاء اللوم عليه، وبذلك تتحولين من شخص ثائر إلى شخص يسترضيه ويُهدّأ من روعه بكل الطرق.
هذا الشخص يقلب المواقف دائمًا لصالحه، وبدلًا من أن يكون الجاني المستهتر يصبح المظلوم المقهور، وبذلك يتملّص من المسؤولية بمنتهى السهولة، بل ويجعلك تشعرين بالذنب، فتبذلين قصارى جهدك لطمأنته وإنهاء الموقف بشكل ليس فيه إساءة له، وهذه التصرفات نتيجة لقيامك دائمًا بدور المستمع ولم تعملي على حل المشكلات من جذورها ما أدى لفقدان الثقة.
وهناك انحراف سلوكي آخر من قبل هذا الشخص؛ ليتجنب المساءلة والمشاركة في تحمل المسؤولية، وهو إثارة الأخطاء الماضية التي صدرت منك في الماضي، فيردد عبارات مثل: "على الأقل لم أرتكب خطأ فادحًا مثلما فعلت أنت عندما نسيت كذا وكذا"، وهكذا يلقي باللوم عليك أنت، ويصبح هو الملاك البريء الذي يتحمّل أخطاءك، ويتهرّب من المسؤولية ويلقيها على عاتقك بل ويدينك أيضًا.
هناك أمر شديد الأهمية، وهو تحديد سمات الشخص غير المسؤول والذي يتهرّب من المسؤولية، فهو دائمًا يستغل المواقف ويتصيّد الأخطاء لشريكته، ويتصرّف بسلوكيات مهينة ويتفوه بكلمات جارحة، وغالبًا ينظر لنفسه نظرة الكمال وهو الشخص الذي لا يخطئ، يفعل ما يشاء دون رقيب، وليس من حق أحد أن يحاسبه أو يراجعه في قراراته.
كما يشعر الشريك الذي يلعب دور الضحية، بأنه مرَّ بتجارب قاسية في الماضي، بددت من شعوره بالثقة وإيمانه بالإخلاص، فنجده يتحدث عن خيانة صديقته السابقة في أغلب الأحيان، ويبرر شكوكه وعدم ثقته بسبب ما عانى منه مسبقًا، ويجعله ذريعة للسيطرة على شريكته ومدعاة لتصرفاته السيئة.
وهناك تكتيك آخر لهذا الشخص، وهو أن يجعلك تشعرين بالذنب فيقول لك: "بعد كل هذه التضحيات التي قدمتها من أجلك، أنت لم تفعلي شيئًا من أجلي، وبذلك يضع نفسه في خانة المانح المعطاء، فهو من ضحى برغباته من أجلك وأنت لم تُقدّمي له أي شيء، وهي طريقة يتخذها هذا الشخص كأداة للسيطرة على شريكته.
مما سبق ندرك الفرق بين لعب دور الضحية والشعور الحقيقي بالمسؤولية، وتعرفين ذلك عندما تجدين دموع الندم في عيون شريكك، في لحظات خالية من الأنانية والأعذار والمبررات الواهية، وأن يعترف بخطئه ويحاول تعديل سلوكياته التي تغضبك، ولا يجد غضاضة من قول كلمة آسف.
أما إذا استمر شريكك في لعب دور الضحية للتهرب من المسؤولية، فلا ضير من اللجوء للمعالج النفسي أو خبير العلاقات الشخصية، كخطوة أولى للتخلص من هذه المشكلة للأبد.