تهتم بعض الدول بصحة مواطنيها، وتبذل في سبيل ذلك كل ما بوسعها لضمان عيشة صحية سليمة لكافة الأفراد، بمختلف أعمارهم، وقد جاء هذا المقترح الذي أطلقته سالي ديفيز، كبيرة المسؤولين الطبيين في انجلترا، بضرورة فرض ضرائب على كافة أنواع الأطعمة غير الصحية المسؤولة بشكل مباشر عن سمنة الأطفال، ليثير حالة كبرى من الجدال هناك، لاسيما وأن البعض يرى أن ذلك المقترح يقيد خيارات الأبوين لأطفالهما، وأنه يجب منح الناس مطلق الحرية لشراء وتناول ما يريدون.
وأوضحت ديفيز من جانبها أن كل ما تتمناه من وراء هذا المقترح هو تشجيع الأبوين على شراء مزيد من الفواكه والخضراوات، لاسيما وأن حوالي 29 % من الأطفال بين عامين إلى 15 عامًا يعانون الآن من زيادة بالوزن أو السمنة في إنجلترا.
وتابعت ديفيز إنها لا تود زيادة فاتورة الطعام التي يتكبدها الأبوان، بل تريد تحفيزهما وتشجيعهما على شراء نوعية الأطعمة الصحية كما الخضر والفواكه الطازجة.
وربما جاء هذا المقترح ليفتح الباب أمام سبل وآليات التعامل مع معضلة السمنة التي يعاني منها كثير من الأطفال بمختلف بلدان منطقتنا العربية، فبحسب دراسة دولية نشرت نتائجها أواخر 2017، اتضح أن مشكلة بدانة الأطفال تتفاقم بشكل متسارع في المنطقة العربية، وتم التشديد على ضرورة اتخاذ التدابير العاجلة التي تحد منها.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل يمكن أن يبادر القائمون على القطاعات الصحية والطبية في منطقتنا بتنفيذ مقترحات كهذا الذي أطلقته سالي ديفيز في محاولة للحد من ظاهرة البدانة التي تهدد صحة الأطفال الصغار وتضع مستقبلهم على المحك؟