هل تساءلنا يومًا ماذا سيأكل الناس بعد 30 عامًا وأكثر؟. يقول الخبراء التغذويون إن النظام الغذائي لعام 2050 سيكون أقل تناولاً للُّحوم وأكثر تناولاً للحشرات وأعشاب البحر، أو قد تكون الوجبة سوبرفود مميزة، مكونة من نشرة ثلاثية الأبعاد مطبوعة مصممة بشكل خاص ولافت.
وعن سبب التناول الأقل للُّحوم، وذلك لتوقع ارتفاع أسعارها، وبالتالي التأثير الهائل على الوجبات الغذائية للأفراد، ليتحوّل الاعتماد بصورة أكبر على النباتات.
وبحسب تقديرات العاملين في صناعة الغذاء، فإن هذه الأسعار قد تتضاعف خلال السنوات الخمس إلى السبع المقبلة، وهو ما سيجعل اللحوم سلعة ترفيهية عند البعض، وبالتالي البحث عن سبل جديدة لسد الفجوة الخاصة باللحوم.
هل من المتوقع أكل الحشرات؟
بحسب اختصاصية التغذية فوزية جراد، بأنه قد يضطر الناس لاحقًا للعثور على بدائل عن المصادر المحدودة من البروتين الحيواني، لذلك سيكون الحل موجودًا في عنصر أساسي مألوف في أجزاء من العالم النامي، مثل: الحشرات والطحالب، والأعشاب البحرية والنباتات البرية.
وأضافت بأن الحشرات، تلك الثروة الحيوانية الصغيرة، قد تصبح مكوناً رئيسًا من وجباتنا، لكونها توفر قيمة غذائية بالقدر نفسه الذي توفره اللحوم العادية، وتمثّل أيضًا مصدرًا كبيرًا للبروتينات، وتُعدّ أقل تكلفة من الماشية، وتستهلك كميات أقل من المياه، ولا تحتوي على كمية كبيرة من البصمة الكربونية، بالإضافة إلى وجود ما يقدر بـ1400 نوع من الحشرات تصلح طعامًا للإنسان.
ماذا عن أكل الطحالب؟
وفق جراد، استخلص العلماء من الطحالب حبيبات أُضيفت للأعشاب البحرية لتكون بديلاً عن الأملاح في الخبز والأغذية المصنّعة، وتوفر تلك الحبيبات نكهة قوية، وإن كانت قليلة الأملاح، التي يُلقى عليها باللائمة في ارتفاع ضغط الدم، والسكتات والوفاة المبكرة.
لذلك رأى العلماء أن هذه الحبيبات يمكن استخدامها كبديل عن الأملاح في الوجبات الجاهزة في الأسواق الكبرى والمطاعم، وأيضًا حفظ الأغذية، إلى جانب غناها بمضادات الأكسدة والفيتامينات والكالسيوم بما يفوق أغلب أنواع الفاكهة والخضراوات.
وماذا عن أعشاب البحر؟
المميّز في أعشاب البحر، كما تُبيّن جراد، أنها تنمو بشكل سريع، ولا تحتاج إلى المساحة الكبيرة التي تحتاجها المحاصيل الزراعية العادية، كما لا تحتاج إلى سقاية ولا تستهلك المياه العذبة، وتمتص ثاني أوكسيد الكربون والنيتروجين والفسفور، ما يساعد على حل مشكلة الاحتباس الحراري، وسد الاحتياجات الغذائية.
وجبات سوبرفود المستقبلية
قد يكون غذاؤنا المخصّص للمستقبل من مصادر طبيعية، ولكنه يختلف في طرق الإنتاج التقليدية، فقد تصبح الطباعة ثلاثية الأبعاد أساسية في إتاحة الأطعمة الوظيفية على نطاق أوسع. لكن الطعام سيبدو كما هو تمامًا كما تقول جراد، ولكن ستتم طباعته وفقًا للمواصفات الشخصية.
إذْ سيكون لدى الأشخاص النكهات والألوان المصممة حسب الطلب، والمكونات قد تم وضعها وفقًا لأوامر الأطباء أو الاحتياجات الغذائية الشخصية.
وباعتقاد جراد، فإن لكل نوع طعام فائدته العظيمة الخاصة به، فمنها ما يساعد على استكمال نمو الإنسان، ومنها ما يساعد على تحصينه من أنواع عديدة من الأمراض المختلفة.