يميز علماء النفس بين خلطة من مشاعر الأسف والمرارة والحزن والخذلان التي تصاب بها النساء في مواجهة الضغوط والمشاكل التي تعترض حياتهن بمختلف مراحلها.
أخصائية الفوارق بين الأجيال النسائية، الدكتورة سارة ابستاين، وفي دراسة أخيرة بمجلة علم النفس اليوم (سايكولوجي توداي) عرضت 4 أنواع من مشاعر المرارة يمكن أن تتعرض لها المرأة، مُشدّدة على ضرورة التمييز فيما بينها وذلك حتى لا تُدرجها النساء تحت مسمى "الحزن" الذي يبدو ثقيلاً على النفس، وكلفة علاجه عالية، كما تقول.
فقدان الهوية:
أن يخسر الشخص دورًا معينًا في حياته:
· الطلاق وأن يشعر بفقدان دوره كزوج.
· نجاة المرأة من سرطان الثدي وإحساسها بالحزن لاستئصال الثديين.
· أن يفقد الشخص وظيفة يحبها أو يضطر لتغييرها.
عندما يفقد شخص ما هويته الأساسية، فإن هذا يعني خسارة الإحساس بالذات، ففي حالة المرأة التي نجت من سرطان الثدي، يتفاقم الحزن بسبب عدم قدرتها على السيطرة على القرار. وقد يختار الآخرون التخلي عن ما يحبونه، كما هو الحال في تغيير المهنة، على الرغم من أن هذا قد يبدو أسهل؛ لأن القرار كان مفروضًا ذاتيًا.
فقدان الأمان:
وهو افتقاد الإحساس بالرفاه البدني والعاطفي والعقلي. والأمثلة تشمل:
· الناجون من الصدمات الجسدية أو العاطفية ويكافحون من أجل الشعور بالأمان في الحياة اليومية.
· العائلات التي تعاني من عدم الاستقرار السكني.
· أطفال الطلاق الذين يحزنون لفقدان الأسرة.
· أفراد المجتمع الذي يتسم بالعنف.
· اكتشاف الخيانة الزوجية للشريك.
نحن جميعًا نتوقع أن نشعر بالأمان في حياتنا، لكن الإحساس المفقود بالأمان يمكن أن يجعل الشخص يشعر بأعراض تزيد من سوء وضعه مثل الشعور باليقظة المفرطة حتى في حالة عدم وجود خطر. بالنسبة للناجين من الصدمات والعنف وعدم الاستقرار، قد يكون من الصعب استعادة الوضع الطبيعي، حتى لو استقرت الظروف.
فقدان القدرة على إدارة الشؤون الخاصة.
· المعاناة من مرض يجعلنا نفقد القدرات البدنية أو المعرفية.
· التقدم في السن والعجز عن رعاية أنفسنا
· المعاناة من انتكاسة مالية تؤدي لفقدان الإحساس بالاستقلال والاعتماد على مساعدة الآخرين.
فقدان القدرة على إدارة الحياة يؤدي إلى الحزن وفي حالات المرض والعجز، يؤدي الاستقلال الذاتي المفقود إلى أشكال جديدة من التراجع والحزن. والشخص الذي يعاني من نكسة مالية يشعر بأن خياراته تتقلص، إلى جانب الشعور بالفشل أو اليأس.
فقدان الأحلام أو الشعور بالخيبة
وهو أن نضطر للتعايش والتعامل مع آمال وأحلام لا تتحقق دون أن يكون لنا ذنب في ذلك، مثل:
· زوجين يعانيان من العقم.
· طالبة متفوقة تكافح للعثور على مكانة في العالم
· من لا يعكس مسار حياتهم المهنية توقعاتهم.
يتميز هذا النوع من الحزن بإحساس بالارتباك وشعور عميق بالحزن والظلم. وقد يواجه الزوجان اللذان يكافحان من أجل الحمل والطالب الذي يكافح من أجل شق طريقه في العالم شعورًا بالفشل الذي يضاعف من الحزن.
وتنتهي الخبيرة إلى القول: إن الحالات التي تسبب الحزن كثيرة...ربما آن لنا أن نعيد توصيفه ، ونوسع مفهومه كي يكون بإمكاننا الحفاظ على توازننا ومساعدة الآخرين في تخطي هبات هذه المشاعر.