عرف الصوم عمومًا وصوم شهر رمضان خصوصًا عبر آلاف السنين بفوائده الجمة على المستوى النفسي، ولكن يتخوف كثيرون من التأثيرات الصحية للصوم بسبب الامتناع عن الطعام والشراب لفترة طويلة خصوصًا في الأجواء الحارة.
فهل هناك ما يدعم التخوف من علم الطب الحديث؟.
عن هذا السؤال، أجاب استشاري التغذية العلاجية والسكري والباطنة الأستاذ الدكتور طارق العريني، أن العلم الحديث يبشر الصائمين بفوائد عظيمة؛ فتناول التمر مثلاً يعطي الصائم جرعة من الطاقة تدعم الجسم، عدا عن احتوائه على مضادات الأكسدة التي تقيه من تصلب الشرايين، واحتوائه على الألياف التي تنظم حركة الجهاز الهضمي طوال شهر رمضان، إضافة إلى احتوائه على البوتاسيوم والمغنيسيوم وكذلك فيتامين (B) بأنواعه، وهي كلها مواد تدعم الصحة.
وفي دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية وجد أن الصوم يحسن وظائف المخ ويقلل من إفراز هرمون الكورتيزول بواسطة الغدة فوق الكظرية؛ ما يقلل من التوتر والقلق أثناء وبعد شهر رمضان.
والأهم من ذلك، يساعد الصيام في التخلص من العادات السيئة عند الأشخاص كالتدخين، والتوقف عن تناول المأكولات والمشروبات السكرية، بحسب العريني.
أما بالنسبة لخفض نسب الكوليسترول، فبيّن العريني مدى أهمية الصوم في خفض الوزن المتوقع حدوثه مع الصيام الحقيقي، إذ وجد أحد الأبحاث أن صيام رمضان يساعد في خفض نسب الكوليسترول في الدم؛ ما يقلل من حدوث مشاكل القلب الوعائية والنوبات القلبية والصدمات الدماغية، ومع التزام الصائم بالنظام الغذائي نفسه بعد رمضان، تستمر استفادة جسمه من هذا الانخفاض في الكوليسترول.
من جهة أخرى، يساعد الصيام على تقليل الشهية، والحفاظ على هذه الحالة من عدم الشراهة في تناول الطعام؛ لأنه يساعد على تقلص حجم المعدة، ما يسهل الالتزام بالنظام الغذائي، ولهذا السبب يعتبر صيام رمضان فرصة ذهبية لمن يريد بدء اتباع حمية غذائية.
وأيضاً يطهّر الصيام الجسد من السموم؛ لأن الامتناع عن الطعام والشراب طوال اليوم يساعد الجهاز الهضمي على تنظيف نفسه منها، وعندما يبدأ الجسم في حرق الدهون لاستخراج الطاقة أثناء الصيام يتم حرق السموم المخزنة في هذه الدهون ثم التخلص منها، وفق العريني.
وأخيرًا، يحسّن الصيام من امتصاص المغذيات، فعند الامتناع عن الطعام يتحسن معدل الأيض والتمثيل الغذائي بسبب زيادة هرمون "أديبونيكتين" الذي يعمل على تحسين امتصاص العضلات وأنسجة الجسم المختلفة مما تحتاجه من مغذيات؛ الأمر الذي ينعكس إيجاباً على وظائف الجسم المختلفة.