لشهر رمضان في المملكة العربية السعودية جوٌّ روحانيٌّ وطابعٌ مميزٌ يختلف عن أي مكان آخر حول العالم، ويستقبله السعوديون بفرحة كبيرة تعمُّ الجميع من أكبر أفراد العائلة إلى أصغرها.
ويحتفظ المجتمع السعودي خلال شهر رمضان بعاداته وتقاليده، فلا تتغيّر تلك العادات أو تندثر مع مرور الزمن.
"فوشيا" أجرى لقاءات مع عدد من السعوديين لمعرفة أجوائهم المميزة في هذا الشهر الفضيل، فيقول العم محمد القصيبي 60 عامًا، إن عادة أهل المملكة عند الإفطار أن يتناولوا التمر والرطب والماء، ويسمّونه "فكوك الريق" وبعد وقت قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع طعامهم ويبادرون إلى الصلاة.
وبعد صلاة المغرب، ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية، التي يتصدّرها طبق الفول المدعوم بالسمن البلدي، أو زيت الزيتون، حيث لا ينازعه في هذه الصدارة طعام غيره، ولا يُقدَّم عليه شيء.
ويتّجه الجميع بعد ذلك رجالاً ونساءً لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد، ويعقب الصلاة في كثير من المساجد درس ديني يُلقيه إمام المسجد، أو يُدعى إليه بعض أهل العلم.
الأطباق السعودية المميّزة في رمضان
يقول سالم النافع 33 عامًا إن من أبرز الأكلات الشائعة التي تتضمّها مائدة الإفطار طبق الفول و إلى جانبه "السمبوسك" وهي عبارة عن عجين محشوّ باللحم المفروم، و"الشوربة" وخبز "التيمس" وغير ذلك من الأكلات التي اشتهر أهل المملكة بصنعها في هذا الشهر الكريم.
وقبيل صلاة العشاء والتراويح نشرب الشاي الأحمر إلى جانب اللقيمات والحلويات.
أمّا أم فهد القحطاني، فتقول إنها تشارك بناتها في التحضير لوجبة السحور وهي الوجبة الأساسية عند السعوديين، والتي تشمل عادةً الكبسة باللحم أو الدجاج كطبق رئيسي وكذلك الصيادية والتي تتكوّن من السمك، والأطباق الأخرى الشعبية التي تتميز بها كل منطقة من مناطق المملكة.
العادات اليومية في رمضان
تقول سلمى العاذري 26 عامًا إن من أهمّ العادات الرمضانية في السعودية هي زيارات العائلات بعد صلاة العشاء، وهناك تقاليد لدى بعض العائلات أن يتم تخصيص إفطار كل يوم من أيام رمضان في منزل أحد أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بمنزل أكبر أفرادها، ويقوم البعض بتوزيع عينات من طعام الإفطار على الجيران، فيتبادل الجميع الأكلات فيما بينهم، هذا وتتغيّر أوقات العمل والدوام الرسمي في المملكة، فتقلُّ عدد ساعات العمل ساعة أو ساعتين.
وتُؤكّد رقية المانع 35 عامًا أن عمل الخير يكثُر في رمضان من إقامة موائد إفطار بالقرب من المساجد، وتوزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور، وبعد اليوم السابع والعشرين من رمضان يبدأ الأهالي بتوزيع زكاة الفطر، وصدقاتهم على الفقراء ويستمرون في ذلك حتى قبيل صلاة العيد، ما يجعل شهر رمضان يتميّز في المملكة بالألفة والعطاء والعطف على الفقراء.