عندما يتعلق الأمر بمجموعات كروز لأشهر دور الأزياء العالمية، والتي بدأوا الآن في كشف النقاب عنها، أصبح الاستلهام من الثقافات وليس ثقافتهم الشخصية ممارسة شائعة، مدينة مراكش المغربية على وجه الخصوص، ليست غريبة عن كونها مصدر إلهام للعديد من المصممين العالميين.
هذه السنة اختارت العلامة الفرنسية كريستيان ديور بقيادة المصممة المبدعة ماريا غراتسيا تشيوري إقامة عروض مجموعة كروز 2020 في قصر البديع في مدينة مراكش، والذي تم بناؤه في القرن السادس عشر.
وحضر العرض نخبة من مشاهير هوليوود مثل لوبينا نيونغو وجيسيكا ألبا وكارلي كلوس وشايلين وودلي وغيرهن، إلى جانب عدد من أشهر مؤثرات الموضة من جميع أنحاء العالم.
وتضمنت المجموعة العديد من الصور الظلية التي صممتها تشيوري منذ انضمامها إلى المنزل، كالفساتين والتنانير المنسدلة بخصر ضيق، لكنها قدمتها بأقمشة جديدة.
وظهرت في المجموعة تشكيلة متنوعة من طبعات "أنكرة" والأقمشة المطبعة بالشمع والتي ترتبط غالبًا بالزي التقليدي في العديد من البلدان الأفريقية المختلفة، والتي ظهرت بشكل كبير في المجموعة وتم دمجها مع طبقات التول، وطبعات الكاموفلاج العسكري وشعار ماركة كريستيان ديور.
اختيار الثقافات الأفريقية في الواقع كانت خطوة محفوفة بالمخاطر، حيث تَعرّض المصممون الأوروبيون البيض الآخرون مثل ستيلا مكارتني لانتقادات علنية في الماضي لاستخدامهم طبعات أنكرة الأفريقية، خاصة عندما ترتديها عارضة غير أفريقية.
وقبل العرض شاركت ديور مقاطع فيديو لبعض من الحرفيين الذين ساهموا في إنشاء المجموعة، وكانت ردود الفعل مختلطة، في حين أن بعض المتابعين كانوا سعداء لتكريم الدار للحرفيين المغاربة، تساءل آخرون عن ديناميات ربح العلامة التجارية الفاخرة من الابتكارات التاريخية لثقافة أخرى وطالبوا بمعرفة المبالغ التي دفعتها العلامة الفرنسية للحرفيين.