تشعرُ العديد من الأمهات بالانزعاج والغضب عندما ترى طفلها يُسيء معاملة أحد الأشخاص من ذوي الإعاقة أو ممن لديهم صعوبات تعلُّم، أو الفقراء والمحتاجين، وغيرهم، سواءً بالكلمات أو الأفعال، مما يدفعها لتوبيخه على ذلك.
ولكن، هل فكرتي عزيزتي يومًا أن تتحدّثي مع طفلكِ حول كيفية تقبل اختلاف الآخرين، وحسن التعامل معهم؟.. لا شك أن النتيجة ستصبح أفضل.
حول ذلك؛ تحدّثت استشارية علم النفس يارا الشيخ محمد لـ"فوشيا" قائلةً: إن الأطفال نعمة من الله تعالى، ولذلك هم أمانة في أعناقنا وعلينا الحفاظ عليهم وتربيتهم بشكل صحيح.
وأضافت الاستشارية أنه على الأب والأم أن يُعلّما أطفالهما منذ الصغر التواضع وحب الآخرين والعطاء للفقير، كما يجب ألا يتم إبعادهم عن الأشخاص ذوي الإعاقة أو من يعانون من صعوبات تعلم والأشخاص المختلفين في لونهم وشكلهم.
وتُشدّد "الشيخ محمد":" علينا دمجهم وحثهم على اللعب معهم، وإشراكهم في النشاطات العلمية والثقافية والتسلية، وإذا رفض إعطاء الفقير من طعامه أو الإنفاق عليه، فعليكم أيها الوالدان بحرمانه كي يشعر بالشخص الفقير، فالطفل يكتسب سلوكياته في مرحلة الطفولة من والديه بشكل كبير".
ومن العبارات التي يمكنكِ عزيزتي الأم استخدامها في تعليم طفلك؛ كيفية التعامل مع الاختلاف، سواءً بشكل الطفل أو لونه أو إصابته بمرض.. وغيرها.
مثلًا: "من الممكن أن تكون أنت في مكان هذا الطفل المعاق في يوم من الأيام، إذا كنت تمشي ودهستك سيارة مسرعة، فإنك سوف تتأذى، ومن الممكن أن تحتاج لكرسي متحرك كهذا الطفل المُقعد الجميل".
عبارة أخرى: "عليك أن تعلم يا صغيري أن الله تعالى هو من أعطاك العقل الكامل، وكان من الممكن أن يعطيك ذكاءً منخفضًا، وقدراتٍ منخفضةً على التعلم، لذلك كان الممكن أن تكون كهذا الطفل اللطيف، تعاني من صعوبات تعلم، لذلك هذه كلها عطايا رب العالمين، وعليك ألا تنتقص من هذا الطفل الذي يعاني من صعوبات التعلم".
وتُنهي الاستشارية يارا الشيخ محمد حديثها عن الموضوع، مشيرةً إلى أنه من الممكن أن نشرك الطفل بالأعمال التطوعية من خلال دمجه بالجمعيات الخيرية، لأنه يحتاج لتوجيه وتدريب في اكتساب مهارات التعامل مع الآخرين.