نظرًا لانتشار التكنولوجيا في حياتنا اليومية وحياة الأطفال، ما يزال الخبراء يحاولون فهم التغييرات التي قد تطرأ على صحتهم بسببها.
واللافت في الأمر، تحذير الأبويْن لأبنائهما وتوبيخهما عند قضاء وقت طويل أمام الشاشات بالمقابل، هما أنفسهما لا يتركانها، فكيف لهما إقناعهم بالإقلاع عنها، وهما يخالفان التعليمات؟.
مسألة خطيرة تستدعي الانتباه
أخصائية التربية الخاصة إشراق الخليل، وهي تستعرض مساوئ الوقت الذي يقضيه الطفل أمام شاشات الأجهزة التكنولوجية بصورة تجعله أقل حركة، وبالتالي تؤثر على زيادة وزنه وإصابته بالسُّمنة مع الوقت، إضافة إلى انخفاض جودة نومه، ومهاراته الاجتماعية، بيّنت أن السبب يعود لتقليده سلوكيات أبويْه قبل كل شيء.
وتابعت بالقول: "الإفراط في استخدام التكنولوجيا، يعطيه رسالة ضمنية مفادها أن التفاعل مع الهواتف أصبح بديلاً عن الحوار والنقاش بين أفراد الأسرة"، لذلك دعت الخليل ليكون الأبوان مربيّيْن قبل كل شيء، وتشجيعه على السلوكيات الصحيحة وإن اضطرا لأخذ قرارات لا تعجبه، حفاظًا على سلامته وصحته.
مسؤولية الأبويْن أولاً وأخيرًا
وفق الخليل، هناك العديد من الحلول التي يمكن للوالديْن اتباعها لتقييد استخدام الأجهزة المحمولة لطفلهما، تتمثل بعدم الموافقة على حمله إن كان دون سن الثالثة، وتوفير بدائل تجذبه مثل: كتب الأطفال، اللوازم الترفيهية، المعدات الرياضية.
أما إذا كان عمره أكبر من 3 أعوام، فيمكن الاتفاق ما بين الأبويْن على مشاهدة عرض واحد فقط في الصباح وعرض واحد في المساء بعد انتهاء الواجبات المدرسية.
ويفضل مشاركة الطفل يومه، واللّعب معه، واصطحابه إلى الأماكن الترفيهية التي من شأنها إبعاده عن شاشات التكنولوجيا، والأهم عدم تواجد التلفاز في غرفة الطعام.
لذلك، حذّرت الخليل من تأثير التكنولوجيا على الحاجز الدماغي الوقائي عند الطفل؛ لأن دماغه يمتص أضعاف كميات الأشعة التي يمتصها دماغ الشخص البالغ.
وانتهت إلى ضرورة إلزام الأبويْن طفلهما بالتعليمات المفروضة حفاظًا عليه، ومن دونها سيصبح أكثر عرضة لمشاهدة السلوك العدواني والإعلانات الدعائية، جراء تقليد ما يشاهده.