عاصرت أجيالًا عديدة، وأدّت الكثير من الأدوار التي ناسبت شبابها وهرمها، وتنقلت بين السينما والمسرح والتلفزيون وسط تألق كبير، عرفها الجمهور بأدوار الأم في السينما المصرية، رغم أنها لم تتزوج ولم تنجب، إنها الفنانة المصرية الراحلة أمينة رزق.
ويوافق اليوم الـ 15 من أبريل ذكرى ميلادها الـ109، حيث غادرت عالمنا عن عمر ناهز الـ 93 عامًا، وبهذه المناسبة ترصد "فوشيا"، أبرز المحطات في حياتها الفنية والخاصة.
مولدها ونشأتها
وُلدت الفنانة المصرية أمينة رزق، في مدينة طنطا، يوم الـ 15 من أبريل، عام 1910، وظهرت موهبتها منذ السادسة من عمرها، حيث كانت تشهد احتفالات مولد السيد البدوي، وبعد وفاة والدها عندما كانت في الثامنة انتقلت مع والدتها إلى القاهرة، وأقامت بمنزل العائلة مع خالتها التي تقاربها في السن والميول الفنية.
اشتركت للمرة الأولى، مع خالتها في كورس فرقة علي الكسار، على مسرح روض الفرج، ثم بدأت تذهب إلى مسرح رمسيس بشكل يومي، حتى اعتقد العاملون أنها ابنة أحد العمال أو الفنانين.
التقت يوسف بك وهبي، الرائد المسرحي، وطلبت منه دورًا صغيرًا بأحد عروضه، وعندما سألها عن اسمها تلعثمت أمامه، ولم تنطق بكلمة، لكنها مشت وهي تحلم بأنها أصبحت بطلة أمامه تجسد شخصية الحبيبة، وتمنت أن تصبح سيدة كبيرة ليلائمها هذا الدور ويتحقق حلمها، حتى جاءت فرصة أخرى واستطاعت أن تكون أكثر شجاعة، وعرض عليها العمل بالمسرح.
بعد نجاحها المسرحي أمام يوسف وهبي، رشحها لبطولة سينمائية في أول فيلم مصري ناطق بعنوان "أولاد الذوات"، عام 1932، وبعث لها المخرج محمد كريم برسالة من باريس، تضمنت تعليمات بضرورة إنقاص وزنها إلى رقم معين، وتصادف وقتها حلول شهر رمضان، فقررت الصوم بأسلوب مفرط في القساوة، ولم تتناول في الإفطار سوى القليل مما لا يؤثر على الوزن.
حينما سافرت إلى باريس لبدء التصوير استقبلها يوسف وهبي، باندهاش، بسبب نحافتها الشديدة وقال: "إيه ده يا أمينة.. إنتي رفعتي خالص"، ثم رآها كريم واستشاط غضباً قائلاً: "مش ممكن لازم تزودي وزنك شوية"، فأقبلت على الطعام بشراهة، حتى ازداد وزنها وأعلن المخرج صلاحيتها للدور.
قدمت الكثير من الأعمال مع الكثير من المخرجين، منها: "البؤساء، بائعة الخبز،أين عمري، دعاء الكروان، الشموع السوداء"، ومسلسلات "الأيام، عصفور النار"، وفي المسرح، قدمت "بداية ونهاية، راسبوتين، إنها حقاً عائلة محترمة.
نادية لطفي تفكر في كتابة قصة حياة أمينة رزق
كشفت الفنانة المصرية الكبيرة نادية لطفي، عن تفكيرها فى كتابة قصة حياة الفنانة القديرة أمينة رزق، منذ مولدها وحتى رحيلها، لافتًة إلى أنها تفكر في خروج هذا المشروع للنور، ومن خلالها تشير لواقع المجتمع المصري وتاريخه السياسي والاجتماعى والأدبي والفنى، إلا أن مرض نادية لطفي، وتواجدها في المستشفى لتلقي العلاج، عطّل هذا المشروع.
عذّراء السينما المصرية
نالت الفنانة المصرية القديرة، أمينة رزق، لقب "أم الفنانين"، بعد تجسيدها أدوار الأم والزوجة العاقلة والمضحية من أجل أبنائها، إلا أنها نالت لقبًا آخر وهو "عذراء السينما المصرية" لعزوفها عن الزواج طوال حياتها.
أحبت يوسف وهبي وزوّجته لأخرى
أحبت الفنانة المصرية أمينة رزق، مرة واحدة في حياتها كانت من نصيب الفنان يوسف وهبي، منوهًة إلى أنه كان السبب وراء عزوفها عن الزواج، حيث أحبته من طرف واحد، إلا أنها حاولت إسعاده بأي شكل من الأشكال.
وجسدت أمينة رزق، دور خادمة، كي تتوسط لزواجه من السيدة سعيدة منصور، التي أحبها يوسف وهبي، وتزوجها بعد حصولها على الطلاق من زوجها الأول، وظلت معه حتى وفاته في عام 1982.
نالت 3 تكريمات من الرؤساء
قدمت الفنانة أمينة رزق، الكثير من الأعمال الفنية على مدار 75 عامًا من العمل، واستطاعت أن تنال عددًا من التكريمات المميزة من 3 رؤساء حكموا مصر، وحصلت أمينة رزق، على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وسلمه لها الزعيم جمال عبد الناصر، إضافة إلى تكريم الرئيس محمد أنور السادات، لها بمنحها معاشًا استثنائيًا، وعينها الرئيس محمد حسني مبارك، عضوًا في مجلس الشورى.
تفاصيل مرضها ووفاتها
سكنت الفنانة أمينة رزق، مستشفى قصر العيني في أيامها الأخيرة حيث مرت برحلة عانت فيها من المرض، حتى توفيت، وخلال هذه الرحلة، تمنت أن يكذب القدر عليها بأنها غير مريضة، حتى استسلمت لما قاله الأطباء، وقطعت الزيارات عنها وقدمت اعتذارًا للجميع لعدم استقبال أحد.
وكانت الفنانة المصرية الراحلة معالي زايد، من المقربين لها في السنوات العشر الأخيرة من حياتها، ورافقتها حتى رحيلها وكانت معالي زايد تقرأ لها القرآن، وكانت تحرص على الصلاة في أوقاتها.
ورحلت سيدة المسرح، عن عالمنا في الـ 24 من أغسطس عام 2003 عن عمر ناهز الـ 93 عامًا.