لا أحد يُنكر كيف تلعب الخيانة دورًا في إحداث شرخ لا يلتئم بين الزوجين مهما طال الزمن، وتهدم جدار الثقة المتبادلة بينهما.
وما قد يشفع للرجل أحيانًا مصارحته ومكاشفته بما أقدم عليه، ثم الشعور بالنّدم وإعلان توبته والتعهد بعدم تكرارها، وما حدث لم يكن إلا مجرد نزوة عابرة.
عندئذٍ، هل يُمكن لزوجته مسامحته ونسيان تلك السّقطة؟
حملت "فوشيا" هذا السؤال المُعقّد والصعب، إلى الاختصاصي النفسي ممدوح سعيد، ليقول إن اعتراف الزوج بذنبه بعيدًا عن التعجرف والمكابرة هو بشكل أو بآخر أول خطوة في طريق مسامحته إن رغبت الزوجة بذلك. ثم تأتي الخطوة الثانية، والمتعلقة بعزمه على عدم العودة لتلك المسألة مرة أخرى.
وإن كانت الخطوتان السابقتان غير كافيتيْن لمنحه فرصة العودة إليها ثانية، دعاها سعيد إلى ضرورة استحضار ماضيه وتاريخ علاقتهما، والرجوع إلى تصرفاته ومواقفه النبيلة معها، وفيما إذا كانت تتغلّب على أخطائه بالمجمل أم العكس، وتتسم بالاحترام والتقدير والمودة، ولم يكن هو يوماً إلا حسن السُّمعة وطيّب الخُلق.
بهذه الحالة، ربما تجد ما يُبرر له فعلته التي لم تكن يوماً لا من أخلاقه ولا طباعه، كما يقول سعيد.
يستحق فرصة ثانية
يرى الاختصاصي سعيد، أن الحالات السابقة مدعاة لمنحه فرصة ثانية، من أجل بيتهما وأبنائهما، وحفاظًا على البيت من الخراب، ويُشدّد على ضرورة إدراك الزوجة بأن تلك النزوة العابرة لا تستحق خسارة حياتها وأسرتها وضياع أولادها طالما ندم عليها.
إلى جانب ذلك، بمنحه فرصة ثانية تكون الزوجة قد أخلت مسؤوليتها وأرضت ضميرها، وبالتالي عدم شعورها بالندم إن لم تسامحه في الوقت الذي كان مُصرًّا على التراجع عن ذنبه بشكل فعليّ.
وباعتقاد سعيد، يتطلّب منها هذا الأمر مجهودًا نفسيًا وقدرة تحمُّل رهيبة، كما سيدُّب الشك في نفسها جرّاء أي تصرف منه؛ فمرارة الخيانة لا يمكن نسيانها بين ليلة وضحاها، ولكن تبقى ثمة أدوار على الزوج القيام بها لإثبات حُسن نواياه والعودة إلى الطريق الصحيح، والبُعد عن أي شبهة توقعه في فخّ الشكوك مرة أخرى.
وعليه كذلك، تقديم المبادرات التي من شأنها إعادة بناء جسور الثقة بينه وبين زوجته وأولاده، وأن يحفظها في وجودها وغيابها كما تفعل هي معه.