header-banner

في ذكرى رحيل أحمد زكي.. الحبّ الضّائع في حياته وحقيقة إصابته بالعمى قبل وفاته

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
27 مارس 2019,4:13 ص

"أسطورة السينما المصرية".. ترك رصيدًا كبيرًا من الفنّ والإبداع إضافة للسيرة الطيبة، وعُرف بموهبته الكبيرة وقدرته على انتحال الشخصيات ببراعة، إنّه الفنان المصريّ الكبير أحمد زكي، الذي اشتهر بكثافة أدواره.

وتحلّ اليوم 27 مارس، ذكرى رحيل النّمر الأسود، أحد أعظم النجوم موهبةً في تاريخ السّينما العربية، ويرصد "فوشيا"، أبرز ما في حياته الفنية، والخاصّة.

مولده ونشأته

ولد الفنان المصريّ، أحمد زكي، في محافظة الشرقية، بمدينة الزقازيق في مصر، في 18 مارس، عام 1949، قبل أنْ يغادر عالمنا يوم 27 مارس، عام 2005، بعد أكثر من 55 عامًا في خدمة الفنّ.

تخرّج أحمد زكي، من المدرسة الصناعية في الزقازيق، عام 1967، ثمّ سافر إلى القاهرة، لدراسة السّينما قبل تخرّجه من معهد القاهرة للفنون المسرحية، عام 1974.

مشواره الفنيّ

أبهر أحمد زكي الجماهير، بأدواره التي قدمها على الشّاشة، وكانت فرصته الأولى للعمل، وهو ما يزال يدرس في معهد الفنون المسرحية، عام 1969، إذْ أدّى دورًا بسيطًا كعامل في خدمة الغرف في مسرحية "هاللو شبلي".

وأشاد كثيرون بشخصية أحمد الشّاعر، التي قدّمها الفتى الأسمر، في مسرحية "مدرسة المشاغبين".

وانطلق أحمد زكي، نحو النجومية بدور البطولة، في مسرحية "العيال كبرت"، عام 1978، ثم انتقل للتلفزيون، بدور عميد الأدب العربيّ، طه حسين في مسلسل "الأيام".

وكانت أولى أفلام "أسطورة السينما"، "أبناء الصمت" عام 1974، وواصل مشواره بتقديم أكثر من 60 فيلمًا، منها: "ناصر 56، البيه البواب، ضد الحكومة، معالي الوزير"، وغيرها.

زواجه

تزوّج الفنان المصريّ، أحمد زكي، من الفنانة الرّاحلة هالة فؤاد، ورُزق منها بابنه الوحيد الفنان هيثم زكي، الذي استكمل دور والده في آخر أفلامه، وكان بعنوان "حليم".

وانفصل الزوجان بعد خلافات بينهما، حيث طالبها أحمد زكي، باعتزال التمثيل، والعمل كمذيعة، إلا أنّها رفضت ذلك، فوقع الانفصال. وتزوّجتْ بعده الخبير السّياحيّ، عزت بركات، واعتزلتْ بعد ولادتها لطفلها الأوّل.

وكشف أحمد زكي، في أحد حواراته مع الإعلاميّ، مفيد فوزي، أنّه لم يبكِ عندما كان طفلًا، وحتى وصل لعمر الـ15 عامًا من عمره، وخلال اللّقاء، أوضح أنّه انفصل عن زوجته هالة فؤاد، لعدم الاتّفاق في وجهات النّظر بينهما، وقال: "في حاجات بين الرجل وزوجته مينفعش حد يعرفها، وأنا تعبان من الوحدة".

الحبّ الضّائع في حياته

أحبّ أحمد زكي، الفنانة المصرية الكبيرة، نجلاء فتحي، أثناء تصوير فيلم "سعد اليتيم"، لكنّ قصّة الحبّ لم تكتمل، ثمّ نشأت علاقة حبّ بينه وبين الفنانة المصرية، شيرين سيف النّصر، عندما كانا يصوّران معًا، فيلم "سواق الهانم"، ولم تكتمل أيضًا.

وكانت العلاقة الأقوى في حياته بالفنانة السورية، رغدة، التي كان يريد الزّواج منها في آخر أيامه، لكنّها رفضتْ، وأشارتْ رغدة، إلى أنّ علاقتهما كانت "حالة حب مختلفة".

3 مواقف عرّضته للانتقاد

تعرّض أحمد زكي، للانتقاد في ثلاثة مواقف، أوّلها عندما قام بدور طه حسين، في مسلسل "الأيام"، فعقد النّقاد مقارنة بينه وبين محمود ياسين، الذي قدّم نفس الدّور في السّينما، وكان رصيد محمود ياسين وقتها 100 فيلم، وورصيد أحمد زكي 5 أفلام، ومسلسل.

وثاني هذه المواقف، إصرار سعاد حسني، على قيامه بدور البطولة في فيلم "شفيقة ومتولي"، وهو ما جعله محطّ انتقاد قويّ.

وثالث هذه المواقف، حصول أحمد زكي على العديد من الجوائز، عن دوره في فيلم "الباطنية"، ورغم أنّ دوره ثانويّ، لكنّه تفوق على فريد شوقي، ومحمود ياسين، وهو ما أثار عاصفة من الجدل.

صائد الجوائز

أُطلق على الفنان أحمد زكي، لقب "صائد الجوائز"، من كثرتها، حتى أنّه كان ينساها لدى أصدقائه، أو في سيارات التاكسي، بينما يحتفظ بالجزء اليسير منها في منزله.

ونال أحمد زكي، جائزة عن فيلم "طائر على الطريق"، في مهرجان القاهرة السّينمائي الدّوليّ، وجائزة عن فيلم "عيون لا تنام"، من جمعية الفيلم.

كما حاز على جائزة عن فيلم "امرأة واحدة لا تكفي"، من مهرجان الإسكندرية عام 1989، وجائزة عن فيلم "كابوريا"، من مهرجان القاهرة السّينمائيّ، عام 1990.

وفي الاحتفال بمئوية السّينما العالميّة، عام 1996، اختار السّينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها، أو شارك فيها الفنان أحمد زكي، وذلك ضمن قائمة أفضل مائة فيلم في تاريخ السّينما المصريّة، وهي زوجة رجل مهم، والبريء، أحلام هند وكاميليا، الحب فوق هضبة الهرم، إسكندرية ليه، وأبناء الصّمت.

طبيبه يكشف تفاصيل مرضه

كشف الطبيب المصريّ، ياسر عبد القادر، وهو الطبيب الخاصّ بالفنان الرّاحل أحمد زكي، اللّحظات الأخيرة في حياة النّجم المصريّ.

وقال، إنّ أحمد زكي تكلّم في حوار أمامه مع "ملك الموت"، وطلب منه أنْ يقوم بتجهيز "صوان العزاء"، ومن ثمّ يعود إليه.

وذكر الطبيب، أنّ أحمد زكي، كان مريضًا استثنائيًا، كما كان ممثلًا استثنائيًا، موضحًا، أنّه أصيب بالعمى قبل وفاته، وطلب التّكتّم على الخبر.

وأكّد، أنّه لم يعد يشاهد جيدًا، وبالكشف عليه، تبيّن وجود ضغط على عصب البصر، ما أفقده الرؤية، مؤكدًا، أنّه أوّل من اكتشف إصابة الفنان الرّاحل بالعمى، وهو ما أدّى لتدهور حالته النّفسيّة.

وأوضح في مقابلة تلفزيونية له، أنّ مرض السّرطان اشتدّ على أحمد زكي، في الأسابيع الأخيرة قبل وفاته، بصورة مفاجئة، واستسلم جسده النحيل له، بعدما انتشر المرض في الرّئة والكبد، وعانى نتيجة ذلك من "استسقاء بروتينيّ"، كما أصيب بالتهاب رئويّ، وضيق حادّ في الشُّعب الهوائيّة.

وفاة أحمد زكي

رحل أحمد زكي، وهو لا يمتلك إلا 130 جنيهًا، حسبما أكّد أصدقاؤه، لأنّه تصدّق بمعظم أجره عن فيلم "حليم"، لعلاج فنان شاب، أصيب بنفس مرضه، كما دفع نفقات "العمرة" لثلاثة موظفين في مستشفى "دار الفؤاد"، وأوصى ابنه "هيثم"، بالاعتماد على نفسه.

وكان أحمد زكي، مدخنًا شرهًا، وأصيب بمضاعفات سرطان الرّئة، ونُقل إلى مستشفى دار الفؤاد وتُوفِّى، بعد أنْ عرض عليه الرّئيس المصريّ الأسبق، محمد حسني مبارك، العلاج في فرنسا على نفقة الحكومة المصريّة.

google-banner
footer-banner
foochia-logo