يقولون إن الأسنان هي بوابة الجمال، عندها قد تنطفىء نظرة الإعجاب الأولى، أو تصبح مدخلا لسلام فكلام فموعد فلقاء.
واهتمام المرأة بجمال الأسنان اهتمام حديث نسبيا، خاصة وأن صحة الفم والأسنان لم تكن تعطى الأهمية التي أصبحت عليها الآن.
فضلا عن أن تزايد انخراط المرأة بالعمل العام وزيادة وتيرة اطلالاتها في المنتديات والإجتماعات والمقابلات الاجتماعية والإعلامية جعلتها تهتم بتفاصيل لم تكن ضمن أجندة جمالها.
ومنذ أن أصبحت ابتسامة هوليوود حلم كل امرأة وفتاة تزايدات أعداد اللواتي يقمن بإجراء عمليات مكلفة ماديا وصحيا لإعطاء أسنانهن مظهرا جذابا.
وإلى الآن لا يوجد اتفاق بين أطباء الأسنان على حلول واحدة ترضي جميع النساء، ويشدد معظمهم على وجود فروق فردية، واختلافات في التفاصيل، تحدد الخيار الأمثل لكل سيدة أو فتاة.
ومع أن نسبة اللواتي دخلن التجربة في ازدياد مستمر إلا أن هناك تحذيرات وشكاوي مريرة من بعض من هربن من دلف الأسنان الصفراء إلى مزراب معاناة وآلام صحية لا تتوقف بسبب الحساسية من الطبقات البيضاء التي غلفن بها أسنانهن.
المجرب والطبيب
وقالت سيدة خليجية وهي تشرح معاناتها :" كانت أسناني صفراء تشكل لي عقدة وتمنع ابتسامتي في جلسات عامة حتى لو كان المتحدث عادل إمام، وعندما رأيت أسنان المذيعات في التلفزيون، أصبحت إبتسامة هوليود حلما لا يفارقني إلى أن دخلت التجربة" وتواصل :" قمت بتركيب طبقة لومنيير ودفعت مبلغا كبيرا تجاوز أربعة آلاف دولار نظير تركيب طبقة اللومنير للأسنان العلوية، لكن المفاجأة أن الطبقة ما لبثت أن تآكلت ليصبح فمي وأسناني كالثوب المرقع بعضها أبيض كثوب السندريلا وبعضها أصفر فاقع لا يسر الناظرين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد تضيف :"فقد وجدت نفسي في معاناة مع الحساسية التي لازمتني وجعلتني ضيفة دائمة عند أطباء الأسنان".
تجربة السيدة الخليجية رغم ما فيها من معاناة ينظر لها كثير من الأطباء كاستثناء، خاصة مع تطور التقنيات المستخدمة في عمليات تبيض الأسنان، وفي هذا المجال يقول طبيب الأسنان الدكتور مجد ناجي أخصائي الأسنان في دبي والمعروف لدى جمهور النساء وخاصة الشهيرات منهن.
" مصطلح ابتسامة هوليوود هو مصطلح عامي، وليس مصطلحا علميا وليس هناك أي مراجع طبية تتحدث أو تذكر شيئا عن مصطلح ابتسامة النجوم أو هوليوود سمايل.
لكنه يقول إن هناك معايير دقيقة للحصول على ابتسامة جميلة.
فتصميم الإبتسامة هو علم يدرس وله أصول وقواعد، ويعتمد على الكثير من العوامل، منها لون البشرة والعيون، وقياسات الوجه والأسنان، والعمر والجنس وحتى الوضع الاجتماعي.
وحول الوضع الاجتماعي يقول :" لو كان لدي سيدتان بنفس العمر وبنفس الشكل، وتطلبان تجميل أسنانهما، السيدة الأولى تعمل مثلا قاضية أو عضوا في السلك الدبلوماسي، فسيكون تصميم ابتسامتها مختلفا عن السيدة الأخرى لو كانت تعمل ممثلة أو عارضة أزياء.
مشيرا إلى أن هذا لا يعني أن ابتسامة الفنانة أو النجمة ستكون أجمل، فكلاهما ستحصلان على ابتسامة جميلة، ولكن لكل منهما ابتسامة تناسب وضعها الاجتماعي.
أما عن الاختلاف بسبب الجنس والعمر، فنحن لا نستطيع أن نعطي سيدة في الخمسين من عمرها ابتسامة فتاة في العشرين، لأننا بذلك نكون قد ظلمناها، كونها أعطيت ابتسامة أصغر من عمرها بكثير، وهو ما سيظهر عناصر أو ملامح تقدم العمر بأجزاء أخرى من وجهها، ويقول أن ابتسامة الرجل وتصميمها يكونان مختلفين تماما عن ابتسامة المرأة".
ويوكد الدكتور ناجي أن التطور العلمي أتاح فرصة الحصول على الابتسامة التي يحلم بها وذكر : " هناك العديد من التقنيات الحديثة لكن الأهم والأحدث اليوم هو تقنية الفينيير بدون حفر التي تدعى 3N veneers وهي تقنية ألمانية تعتمد على تجميل الأسنان وإعطائها الشكل واللون اللذين ترغب فيهما دون الحاجة إلى حفر الأسنان.
وأشار في هذا الصدد إلى الفرق بين هذه التقنية وبين التقنيات الأخرى المشابهة لها: "هناك تقنيات قوية منها ما يدعى العدسات اللاصقة للأسنان، ولكن ما يميز 3 N veneers أنها أقوى وأقل سماكة، إضافة لكونها أكثر طبيعية".
البياض لا يعني الصحة
الحصول على أسنان بيضاء لا يضمن صحة الأسنان ويقول الأطباء في هذا الصدد إن التغطية بقشرة البورسلين لا تمنع التسوس الناتج عن الإهمال في تنظيف الأسنان، حيث إنها تغطي السن بشكل جزئي وبذلك تكون الفرصة للتسوس في الأجزاء التي لا تشملها التغطية أكبر إذا ما تم إهمالها.
ويشير الأطباء إلى أن القشور الخزفية تضعف من تركيبة السن الطبيعي، لذلك يجب أخذ الحيطة بعدم العض على الأشياء الصلبة أو استخدام الأسنان في فتح العلب.
كما أن الأشخاص الذين لديهم عضة عميقة أو الذين يقومون بحك أسنانهم أثناء النوم لا ينصح لهم بقشرة البورسلين لأنها ستتعرض للشرخ والكسر بسهولة، وفي بعض الأحيان يحتاج المريض إلى وضع جهاز واقٍ للأسنان (night guard).
ويجب أن تعامل الأسنان المغطاة بقشرة البورسلين كالأسنان الطبيعية، حيث يجب استخدام الفرشاة والمعجون والخيط السني في تنظيفها.
وينبه الأطباء إلى أن التغطية بالبورسلين هي عملية غير عكسية لأنها تستدعي نحت سطح السن، وبالتالي لا يمكن العودة إلى شكل الأسنان السابقة، عكس العدسات اللاصقة.
ويتعين على المريض القيام بزيارة دورية لطبيب الأسنان لفحص القشور السنية التي لديه، حيث أن عمر القشرة التجميلية قد يتراوح ما بين خمس إلى عشر سنوات لمادة البورسلين، ومن سنة إلى سنتين لمادة الكمبوزايت.
وينصح الأطباء بعدم الإنجرار وراء الإعلانات الدعائية والحرص على البحث عن الطبيب الأمين المختص الذي تثق فيه.
مشاهير قبل وبعد تجميل الأسنان: