عندما كانت لوري كرانز طفلة صغيرة، كان شغفها الكبير هو رقعة صغيرة خلف منزلهم مزروعة بالخضراوات، كانت تراقب والدها وهو يعمل في الأرض وتساعده بما تسمح به إمكانياتها كطفلة، وكان اقتلاع الأعشاب الضارة والري أمرًا أشبه بالسحر بالنسبة لها.
كبرت كرانز، لكن حلم الطفولة ظل معها ووجدت طريقة لتحويل حماسها في الطفولة إلى مهنة، البداية كانت عندما ذهبت إلى المكتبة وأخرجت جميع الكتب المتعلقة بالبستنة، ثم بدأت بالتطوع لزراعة حديقة مدرسة ابنتها الكبرى، وسرعان ما أصبحت حديقة المدرسة مختبرًا لتجاربها.
اليوم تعد كرانز واحدة من أكبر خبراء الزراعة المنزلية، ويستعين بها عدد كبير من المشاهير لزراعة حدائقهم الخاصة، كما تقوم بمساعدة أشهر المطاعم في العالم على زراعة حديقة تزود المطعم بأفضل المنتوجات الزراعية. من واقع خبرتها تقدم هذه النصائح:
في أي مكان
الحديقة يمكن أن تكون في أي مكان، أمام المنزل، أو على السطح، وإذا كنت تقيمين في شقة يمكن لك الزراعة على الشرفة، وحتى على الحواف الخارجية للنوافذ، استخدمي أحواضًا من الخشب الطبيعي غير المعالج، واحرصي دومًا على زراعة بضع شتلات من الريحان؛ لأن رائحته رائعة للغاية، وتجتذب النحل، وهو أمر حيوي لإنتاج جيد من محصولك الزراعي.
جربي زراعة أشياء جديدة، إزرعي شيئًا تحبينه، وشيئًا لا تحببينه، رؤية ما لا تحبينه وهو ينمو سوف يشجعك على تناوله.
علّمي أطفالك
قومي بإشراك الصغار وتعليم أطفالك أعمال البستنة والزراعة، وتأكدي أن لا شيء سوف يسعدك أكثر من رؤية وجوههم وهم يشاهدون نباتاتهم وخضراواتهم تنمو يومًا بعد يوم، وستدركين جيدًا أهمية ما قمت به، وستغمرك السعادة حين يحين موعد القطاف، فلا شيء يوازي قيام الصغير بقطاف حبات من البندورة من شتلة قام هو بزراعتها، ولا مذاق أحلى من مذاق بطيخة قطفها للتو من الأرض.
حاولي أن تجعلي حديقتك الصغيرة مكانًا جميلاً عن طريق استعمال الحجارة وأشياء بسيطة أخرى من الطبيعة، لقد كان الغذاء والجمال أمرين منفصلين، لكن تذكري أن الحديقة الصالحة للأكل يجب أن تكون مقنعة للحواس مثل حديقة الزينة، في بعض الأحيان، عليك خلط أنواع مختلفة من النباتات لمجرد أن المزيج يعطي منظرًا جميلاً.
سماد منزلي
لإنتاج سماد طبيعي، احتفظي ببقايا الخضار والفاكهة، ضعيها في برميل واغمريها بالتربة التي ستزرعين فيها في الموسم التالي. هذه التربة ستكون غنية وستعطي محصولاً رائعًا.
أخيرًا؛ تذكري أن تناول الخضار والفاكهة التي قطفتها من تربتك ليست أكثر صحة فحسب، بل يعطيك الإحساس بعملية النمو؛ فالطعام هنا لم يظهر بطريقة سحرية على رفوف المتاجر، بل احتاج الكثير من الوقت والصبر، كما أنه يعلمك قيمة النجاح ربما بعد العديد من المحاولات الفاشلة، والزراعة تجدد علاقتك بالطبيعة وتشعركِ بأنك جزءٌ منها.