تُعدّ مهمة تدريس الطفل من المهمات الصعبة التي تشكل عبئًا كبيرًا على أسرته، وذلك بسبب انشغالهم بأعمالهم المختلفة، وبالتالي ضيق الوقت وعدم تفرغهم لتدريسه.
وعدم معرفتهم بالطرق التي ترغّبه بالدراسة ويحصد الفائدة المرجوّة دون هدر الوقت، هو مشكلة أخرى تواجههم.
الطرق الأنجع لتدريسه
عن هذه المسألة التي يشتكي منها الأهل كثيرًا، أوضحت أخصائية تربية الطفل هديل الجعبري أن السبب يعود لعدم تدريبه على الدراسة خلال فترة ما قبل المدرسة، ويعدّون تلك المرحلة وقتاً للّعب والتسلية، مستبعدين فكرة تنمية مهاراته في القراءة والانتباه والتركيز.
أما عن الطرق التي تشجعه وتعزز عنده روح التعلّم والقراءة والتركيز تبدأ بقراءة "قصة ما قبل النوم"، ومنحه حرية اختيار القصة التي يرغب بسماعها والتعبير عنها بطريقته الخاصة، ومع الوقت مساعدته في مسك القلم وحده ثم تدريبه على الكتابة بالتدريج.
ووفق الجعبري، إن اعتماد الطفل على نفسه منذ الصغر يمنحه قوة الشخصية ويسهّل عملية دراسته وتدريسه عندما يدخل المدرسة.
وعن تلك المرحلة، أكدت الجعبري على ضرورة توفير الأجواء المناسبة للدراسة، من حيث تخصيص غرفة هادئة بأضواء مناسبة، لا تحتوي على أيٍّ من مشتتات الانتباه كألعابه مثلاً.
وبالنسبة لمن يقوم على تدريسه، عليه أن يلعب دور المرشد لا كمن يحلّ واجباته اختصارًا للوقت، إلى جانب استغلال الأجهزة الإلكترونية والإنترنت في تعليمه على كيفية استخدامها خطوة بخطوة للبحث عن المعلومات المتعلقة بدروسه، وتدريبه على استخدام جميع حواسه البصرية والسمعية والحركية لتحقيق أقصى درجات الاستفادة والفهم.
ولم تغفل الجعبري أهمية الابتعاد عن تجميع دروسه في وقت واحد، والضغط عليه لأجل الانتهاء من الوقت المحدد لتدريسه؛ لأنه بتلك الحالة سيكره الدراسة ويشعر بصعوبة استيعابها وفهمها مرة واحدة، ومن ثم فقدان التركيز.
بالمقابل، حذّرت الجعبري من الصراخ في وجهه، ونقده والسخرية منه إن لم يتمكن من التجاوب والإجابة عن أي سؤال، إلى جانب التوقف عن مقارنته بإخوانه أو أصدقائه.
ولا بد من تقوية عزيمته ووصفه بصفات حميدة عديدة عندما يجيب عن الأسئلة بشكل صحيح، ومكافأته بأشياء يحبها كمشاهدة التلفاز ولوقت محدد، أو اللعب بألعابه.