هكذا ينظر الأب إلى دخول ابنته في علاقة عاطفية!

أرشيف فوشيا
فريق التحرير
17 مارس 2019,10:58 ص

"هل تكشفينَ عن علاقتكِ العاطفية لوالدكِ؟"، سؤال طرحه برنامج "يلا نشوف" في حلقته الثانية الذي يعرضه موقع "فوشيا" أسبوعياً، وكانت الإجابات مختصرة تتلخص بـ"أُخبره" و"عادي" و"ممكن" و"هو أول واحد لأنه رفيق دربي".

هذا السؤال الذي يُخيف الفتاة أحياناً ويُظهر عدم جرأتها في مكاشفة أبيها عن علاقتها العاطفية مع أحد الشباب، استدعى طرحه على أخصائية الإرشاد النفسي والتربوي الدكتورة منار بني مصطفى، فأجابت: "تعتبر علاقة الفتاة بأبيها أول علاقة اجتماعية وعاطفية تختبرها مع عالم الرجال، لكونه الذكر الأول الذي تراه في حياتها، وهو من يزوّدها بالحب غير المشروط، والأقرب إليها، لذلك تحتاج أن تكون علاقتها به متينة".

فتلك العلاقة بحسب بني مصطفى، تنعكس على نظرتها العامة عن الرجال، وبالتالي يكون حكمها على العلاقات الزوجية بالنجاح أو الفشل اعتماداً على علاقته بوالدتها، وحجم الحب والوفاق الذي يجمعهما.

فهل تكشف عن أسرارها له إذاً؟



وفق بني مصطفى، هذا يعتمد بالدرجة الأولى على علاقتها بأبيها، ومدى قدرتها على مصارحته بمشاعرها، وبالدرجة الثانية على ثقته بها وتفهُّم مشاعرها وتقبُّلها، واقتناعه بقدرتها الكافية لاختيار شريكها المناسب.

وتضيف الأخصائية، "أحياناً تواجه الفتاة صعوبة في الكشف عن علاقتها العاطفية لأبيها، خشية رفضه فكرة وجود رجل في حياتها العاطفية، والنظر إليها على أنها صغيرة ولا تملك الحكم الكافي والصحيح عنه".

وتقول: "يظل الأب دائم التحسس نحو ذلك الموضوع، لقناعته أن الكثير من الرجال غير جديرين بالثقة، وهدفهم التلاعب بمشاعر الفتاة؛ ما يجعل الخوف يسيطر عليه، وينقله دائماً إلى ابنته"، منوّهة إلى أن ثقافة المجتمع أيضاً تمنع الفتاة من البوح عن علاقتها العاطفية لأبيها وتعتبره "عيْباً"؛ الأمر الذي يضطرها للإفصاح عنها لآخرين تجد فيهم الثقة والأمان.

إلى جانب ذلك، يرسم أغلب الآباء في مخيلتهم صورة معينة ومقاييس عن الرجل الذي يناسب ابنتهم، خصوصاً إذا كانوا مصنفين ضمن مكانة اجتماعية أو ثقافية معينة. لهذا السبب تتردد الفتاة في الكشف عن علاقتها العاطفية لأبيها تحديداً إذا كانت صفات من تحبّ لا تتماشى مع الصورة المرسومة عنه في ذهن أبيها، وبالتالي التحدث عنه سيكون بلا فائدة.

مواصفات الأب الذي يمكن مصارحته



وفق بني مصطفى، لا بد من توافر الترابط وقوة العلاقة بين الفتاة وأبيها، وصولاً إلى ثقته المطلقة بها، ومشاركتها في أنشطتها وحياتها، وتقديم الدعم النفسي في شتى مواقفها، لتصبح قادرة على مكاشفته بتجاربها المختلفة سواءً السلبية أم الإيجابية، ولينعكس ذلك على ثقتها بنفسها وتقدير ذاتها بالإيجاب.

وعليه أيضاً أن يكون نموذجاً وقائداً إيجابياً ومحلّ ثقة عندها، يتقبّلها ويتجنب مجاملتها، وهي بالمقابل، تعتمد عليه وقت الحاجة إليه.

 

google-banner
foochia-logo