في الحلقة الأولى من برنامج "يلا نشوف"، الذي تبثّه فوشيا، طرحنا أسئلة عفوية، استطلعنا فيها آراء الجمهور بشأن بعض المواقف المتعلّقة بالقضايا المجتمعية والنفسية، التي تلامس حياة كثيرين.
وكان من بين الأسئلة المطروحة: "إذا دخلتِ مقهى، ووجدتِ شريككِ السّابق، كيف تتصرفين؟"
وبعد عرض الآراء المختلفة، والمتشابكة من الناس، حملتْ "فوشيا" هذا السؤال إلى الاختصاصية النفسية، ومدرّبة التنمية الذاتية، سحر مزهر، لمعرفة الطريقة التي يمكن للمرأة أنْ تتصرّف بها في تلك الحالة، فقالت: حالة من الارتباك والإحراج تصيبها، ناهيك عن الألم الذي ينتابها، أثناء مقابلة شريكها السّابق.
إلا أنّه من الضروريّ، الإبقاء على الاتّزان، والتقدير الذي لا يُفقدها احترامها لذاتها، خصوصًا إذا تصرفتِ بدافع الألم، والشعور بالخيبة من الشّريك السّابق.
تهيئة نفسية مُسبقة
أهم نقطة ركّزتْ عليها مزهر، تساهم في تخلّص المرأة من المشاعر المرتبطة بالشّريك السّابق، سواءً كانت مشاعر ألم، أم شوق، أم خيبة، أم كره، هي توقُّع مصادفته في مكان وظرف ما. لذا، دعتها لتدريب نفسها مسبقًا على ذلك، كإجراء احترازيّ، عندما تلتقيه صدفة.
ومن أولى الطّرق التدريبية، مسامحته، والغفران له، ومحاولة تذكُّر حسناته، ومواقفه الجيدة، ليس لأجله، وإنّما لأجل قلبها وروحها، فهي لا تستحقّ أنْ تخزّن فيهما مشاعر الكُره، والبغض، والانتقام، والسّماح لألم التجربة أنْ يتحرّر من داخلها، حتى لا يسيطر الخوف عليها.
ويأتي التركيز على إيجابيات تجربتها معه، وكيف أضافتْ لها من الخبرة، والنضج الكثير. عندها ستتفاجأ من قوّتها، وروعة ردّة فعلها وهدوئها، واحترامها، وابتسامتها الهادئة عند مقابلته، سواءً في مقهى، أو سوق، أو مناسبة اجتماعية.
وحذّرتها مزهر من إهانته، أو شتمه، تحت أيّ ظرف، فتلك ردّة الفعل السلبية تنعكس عليها، لا عليه.
العودة للتّوازن النفسيّ
بتقدير مزهر، أنّه وبمجرّد تخلّصتْ المرأة من كلّ المشاعر المؤلمة، والدوافع السلبية، التي تجعلها تتصرّف بانفعال، وبدون تفكير، لمجرّد مصادفته في مكان ما، فهذا أمر جيد. لا سيما أنّ أيّ تصرّف يصدر عنها، يعبر عن شخصيتها، وهذا ما يتطلّب منها الحكمة، والهدوء، ومقابلته بابتسامة خفيفة، وإلقاء التحية عليه من بعيد، إنْ أرادت إبقاء التعامل برسمية، وبكلّ أدب واحترام.
ولها أيضًا، أنْ تتجاهله، وتعتبره شخصًا غريبًا، دون إظهار أيّ ردّة فعل، ومن السّيء بحقّها، إظهار غضبها، أو انسحابها من المكان، لأنّها بذلك تعطيه مؤشّرات على أنّ الألم، والمشاعر إزاءه، ما زالت نابضة، ولم تتلاشَ.
وانتهتْ مزهر بالقول: ليس خيارًا جيدًا، أنْ تترك المقهى، وحتى لو افترضنا أنّ المقعد الفارغ الوحيد بجانبه فقط، وبتلك الحالة يجدر بها الجلوس بطريقة لا تراه فيها، لتثبت له عدم اكتراثها لوجوده، وإشارة منها لنفسها، بأنّه انتهى من حياتها، ولا يثير فضولها، واهتمامها لمعرفة أخباره، ومراقبته.