من "حرقهم كلهم" و "تركهم دون حرق"، و "أنا معاه أصلاً بمسح الصور" و "حذفهم" و "تركهم للذكرى" إلى "أحتفظ بهم لفترة إلى أن أشعر بالملل منهم"، كانت ردود أفعال متباينة بل ومضحكة في بعضها، استطلعها موقع "فوشيا" من خلال "فوكس بوب"، أُجري مع مجموعة من الرجال والنساء المتواجدين في الشارع ضمن حلقاته الأولى من برنامج "يلا نشوف".
هذه الردود المتضاربة والتي تشبه تماماً المشاعر التي تنتاب المرأة عندما تنفصل عن شريكها، توقعها في حيرة الاختيار ما بين الاحتفاظ بالصور التي كانت تجمعهما على الحلوة والمُرّة، أو التخلص من كل ما يربطها به لتتمكن من نسيانه تماماً.
هذه الردود كلها تحوّلت إلى تساؤل طرحته "فوشيا" على الأخصائية النفسية ومدربة التنمية الذاتية "سحر مزهر"، عن ماهية التصرف الأنسب تجاه صور الشريك، لطالما انتهى الرابط الذي كان يجمعهما.
فأجابت، إن كان الاحتفاظ بصور الشريك السابق لعدم مقدرتها على الخلاص منها لوجود مشاعر نابضة ما زالت بقلبها، هنا يجب التخلص منها ومن كل تذكار يخصه، كي لا تتسبّب بإيذاء نفسها، وتغذيتها بوهم عودته يوماً ما، واجترار مشاعر حب كانت قد انتهت وولّت.
وفيما لو احتفظت بها للإبقاء على ذكريات جميلة جمعتهما، يمكنها، بحسب مزهر، الاحتفاظ بأقل عدد من الصور التي تبرز فيها أكثر منه، ليستطيع عقلها بناء صور جديدة مع شريك جديد، ويتوقف عن أي تعميم أو أي مقارنة معه.
وفي الواقع، يشكل احتفاظها بصور الماضي أكبر عائق لانطلاقها نحو حياة جديدة مع شخص جديد، والعيش بتجربة مختلفة بحبّ ونجاح.
انتقام ثم خسارة
في حال كانت المرأة تشعر بالكره والحقد عليه، والرغبة بالتخلص من كل ما يذكّرها به انتقاماً منه، فتلك أيضاً مسألة خطيرة عليها؛ فصعوبة تخلصها من آلامها بتلك الطريقة، غير الكافية لتشفيَ غليلها منه كما يجب، قد يقودها لاحقاً للتفكير بتصرفات غير محسوبة ولا مدروسة لإيذائه وإهانته، وبهذه الحالة تكون هي الخاسر الأكبر، كما ترى مزهر.
لذلك دعتها لترك هذه المشاعر أن تذهب، ولهذه التجربة أن تنتهي، لتبدأ بمرحلة جديدة، وذكريات جديدة ومختلفة عن السابق.