يتساءل كثيرون عن صحة شرب الحليب بالنسبة للمسنين، وعن بعض تأثيراته السلبية على جودة حياتهم، رغم فوائده العديدة على صحتهم جسمانياً وعقلياً بل وعاطفياً.
وحول تأثيره على صحة عظام المسنين، فإن الحليب ومشتقاته كالزبادي والأجبان يُعدّ مصدراً غذائياً غنياً بالكالسيوم وفيتامين (د)، ومن المعروف أن هذه المكونات تساعد على زيادة قوة وكثافة العظام والوقاية من هشاشتها؛ ما يقلل من حوادث التوازن أو السقوط التي تعرضهم لإصابات في رأسهم، وكذلك كسور العظام الخطيرة، حسبما أفاد استشاري التغذية العلاجية والسكري والباطنة الأستاذ الدكتور طارق العريني.
ومن الفوائد الأخرى المعروفة للحليب، كما ذكرها العريني احتواؤه على نسبة لا بأس بها من عنصر البوتاسيوم الذي يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع عند المسنين، ومن ثم يساعد هذا الانخفاض في الوقاية من مضاعفات ضغط الدم المرتفع، وتقليل معدل حدوث الأزمات القلبية والجلطات الدماغية والوفيات أيضاً.
بالمقابل، يشير العريني إلى وجود فئة تعارض فكرة تناول المسنين للألبان بشكل عام والحليب بشكل خاص، مبررين ذلك بالمشاكل الهضمية التي قد تحدث لهم أثناء تناولها، مثل حدوث الإمساك أو حدوث انتفاخات أو غازات بالقولون، نظراً لاحتواء هذه المنتجات على سكر اللبن "اللاكتوز" والذي يفتقر بعض المسنين إلى الأنزيم الهاضم له "لاكتيز" فينتج عنه مشاكل بالهضم.
تناول منتجات الحليب الخالية من اللاكتوز تجنباً لحدوث الأعراض السابقة، كانت أولى نصائح العريني، ونصح بتناولها قليلة الدسم، وخالية من الدهون، تجنباً لحدوث زيادة بالوزن، بحيث لا تضع عبئاً زائداً على مفاصل وعظام المسنّ.
وانتهى العريني إلى أن منتجات الحليب كافة تمدّ الجسم بكمية كبيرة من مادة الجلوتاثيون وهي مادة فعالة لمقاومة الأكسدة، وبالتالي تحمي جسم المسنّ من مشاكل الأكسدة، كالإصابة بمرض الزهايمر أو ضعف الذاكرة واضطرابات الحركة المصاحبة للتوازن العصبي العضلي.